Posts

Showing posts from May, 2013

حكاية محمود الذي عاد حياً

سقطت مغشي عليها حينما علمت باختطافه، هاتفها أحد زملائه، وأخبرها بالحادث وطمأنها أنه على قيد الحياة، وأن القيادة ستفعل ما بوسعها كي تطلق سراحه في أقرب فرصة. لم تتحمل الصدمة، فمحمود ليس ابنها فحسب، بل هو كبير العائلة بعد وفاة والده الصيف الماضي بالفشل الكلوي، لماذا يستهدفها القدر هكذا؟ إنها تصلي الفروض الخمس، وتصوم رمضان، وتطيع الله، ولا ترتكب من الذنوب سوى النميمة أحياناً، هل من الممكن أن يكون جزاء النميمة أن يحرمها الله من رجلين في عام واحد؟! "لماذا يا رب؟ ماذا فعلت كي أستحق كل ذلك؟ استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم يارب، استرها عليا يا رب، استرها على الواد اللي حيلتي، الواد اللي ماحيلتيش غيره يا رب" في واقع الأمر لديها ولد آخر، لكنه لا يزال في المعهد الصناعي، ولا تعرف شيئاً عما ينتظره من مستقبل، أما بكريها محمود، فهو الأمل، والسند، وكان يعمل قبل الجيش مع أعمامه في الأرض، فكان رزقه ستراً وغطاء لها ولأخيه، ويساعدها الأعمام لحين عودة محمود بالسلامة، الآن محمود كما فهمت من المكالمة في عداد الأموات، وهل يرحم الإرهابيين أعدائهم من الجيش الذين يقبضون عليهم أو يقتلونهم؟! سمع

معركة التحرير

صرح المتحدث العسكري في معبر حديثه عن التوصل لحل مشكلة المختطفين السبعة أن إطلاق سراح الجنود جاء " نتيجة لجهود المخابرات الحربية المصرية، بالتعاون مع شيوخ القبائل وأهالي سيناء الشرفاء " ، فإذا ما أضفت إلى السياق التصريح العسكري غير الرسمي الذي يتحدث عن نفاذ الصبر، واليد التي تنقطع لو مدت على مصري، لكنها لابد وأن تمتد حفاظاً على هيبة الدولة، وهيبة جيشها، والأنباء المعلنة على نحو استعراضي بالكلمة والصوت والصورة عن تحركات عسكرية إلى شمال سيناء لتحرير الجنود، ومعلومات عن مدرعات ودبابات ومجنزرات، وفرقة ٧٧٧، وإعطاء صور تشبه لحد كبير عمليات تحرير الرهائن في الأفلام الأمريكية الرخيصة، وكذلك إذا لم نغفل الأنباء المتسربة عن إطلاق نار كثيف في رفح فجر الأربعاء فإننا في مسرح عمليات ساخن يقف على جانب منه جيش يتركز اقتصاده وثقله الاستراتيچي في شرق القاهرة، وعلى أطرافها بينما يشارك في عمليات البناء والرصف وصناعة الأسمنت والمشاريع العقارية الخاصة بأفراده وضباطه، والمشاريع الاستثمارية فيما يخص الفندقة، وقاعات الأفراح، والمعكرونة والحلويات وخلافه، جيش تمكنت الدعة والاستقرار من ضباطه

شاي أحمر

ليلة الخميس بينما كنت أنزل من سيارتي بعد يوم عمل شاق، وبعد أسبوع من الأوردرات المعقدة، والعمل المتوتر في التصوير الخارجي لمسلسل رمضاني مع مخرج مشهور، كان فكري يدور حول نقطة واحدة، أمنية وحيدة تمنيتها من أعماق قلبي، بعد أمنية ألا يتصل بي المخرج صباح الجمعة، أو أي من الممثلين أو الإضاءة أو الصوت، فمساعد المخرج هو الشماعة التي يعلق عليها الجميع أخطائهم، وإذا كان  المثل الشائع الذي سمعته من أحد الممثلين يقول أن :"‎الراقص الردئ دائماً ما تعيقه خصيتاه.." فإن مساعد المخرج – أنا – هو خصية العمل الفني إذن، الكل يتناسى دوري، ولا يعيرني أدنى اهتمام، إذا ما كانت الأوردرات تسير بسلاسة، ولا يشكرني أحد على المجهود الشاق الذي أبذله، بينما يتكالب علي الجميع، بمجرد ظهور أصغر المشكلات، نعود إلى ‎الأمنية الواحدة التي تمنيتها من أعماق قلبي.. تمنيت، ولا شئ يصعب على الخالق عز وجل، أن يكون هولاكو نائماً..  هولاكو هي نفسها نادية زوجتي الرقيقة التي تزوجتها منذ عامين، نعم هي بشحمها ولحمها، لكن الملاك الذي تزوجته أصبح شيطاناً بعد سنة واحدة من الزواج، فاختفت الفساتين التي كانت تظهر خصرها النحيل، الذي

ثلاث مكالمات..

- ١ - بعد عودتنا من ألمانيا " الغربية " آنذاك في إطار رحلة للتبادل الثقافي بين شباب الجامعات، قابلتها في مكان دراستها، الجامعة الأمريكية في القاهرة .. كان موضوع لقاءنا الموسيقى، تعرفت على إمكانياتي الموسيقية أثناء رحلتنا، وعرضت علي أن أشاركها العزف في أغنية لعمار الشريعي : " نفسي أنا .. أصرخ بحس عالي، على شمسنا .. وأقول لها تعالي .. هاتي بكره أحن من أمسنا " ، قابلتها مرتين وكنت أحس في كل مرة أن شيئاً ما يتحرك داخلي تجاهها، وكانت هي ضحوكة، ترسل في ضحكاتها بعض الغمزات، أظنها من فرط سذاجتي إعجاباً . لم تكن تعاود الاتصال بي حينما أكلمها، تغيب يومين أو ثلاث ثم تتصل لتطلب اللقاء لعمل بروڤة، غير ذلك لم تكن هناك علاقة تذكر .. في يوم من الأيام، تواعدنا على اللقاء في بهو قاعة إيوارت، لقاء عادي، جاء بمبادرة مني .. هل كنت أستعد لمصارحتها بإعجابي ذلك الصباح؟ لا أذكر، لقد تراكمت على ذلك اليوم أحداث كثيرة، ولم تعد تلك التفصيلة من ضمن ما يهم العقل فيمسك به ويعظمه حتى لا يمر من ثقوب " منخل " الذاكرة . كل ما هنالك أنها لم تأت ذلك الصباح، ولم أرها وقتها .