Posts

Showing posts from July, 2013

في رثاء أولجا يسى

لا زال صوتها يرنّ في ذاكرتي السمعية، حتى بعد أن امتلأت تلك الذاكرة بملايين النغمات الموسيقية التي كوّنت وتكوّن تاريخي الفني، وشخصيتي الموسيقية، لازلت أتذكّر تلك الكلمات القادمة من الجانب الآخر من شقتنا الكائنة بوسط المدينة، وهي تمسك بي متلبساً : - رمزي، لم أسمع شهقتك في بداية المازورة .. تذكّر يا حبيبي أن السكتة جزء من الموسيقى لا صمت عاطل كانت تتحدث وقتها عن اختراعات باخ ذات الصوتين، وكنا قد بدأناها سوياً لتونا، بعد انتهائنا من عدة مقطوعات من مجلد " آنا ماجدلينا " ليوهان سيباستيان باخ، لا زلت أذكر الحصة الأولى، وهي تشهق بصوت عال في بداية المازورة كي تؤكّد لى أن الموسيقى لا تبدأ من النصف الثاني للضلع الأول حيث توجد النغمة الأولى، بل تبدأ من النصف الأول للضلع الأول مباشرة، حيث توجد السكتة، التي نضع بدلاً عنها تلك الشهقة المسموعة . لقد مرت عشرات السنوات، قبل أن أفهم ذلك الدرس العميق حينما درست مع أستاذي الروسي في كونسيرڤاتوار موسكو، كان علي أن أسمع ملايين النغمات، وأقرأ ملايين الكلمات، وأمر بعشرات التجارب، حتى يتسنّى لي بعد تلك السنوات أن أعود لتلك اللحظات ا

حكاية شعبية

بهية كل يوم تعدي قدام عبفتاح الفتوة في الرايحة والجاية تصبح عليه، وهو يبص عليها من فوق لتحت، وعارف أصلها وفصلها، وعارف اللي ماحدش غيره عارفه عنها. وفي يوم من ذات الأيام دبت عاركة بين العيال حمادة وبديع، الاتنين عينهم منها، والاتنين قفشوا ف بعض ألا لازم يعقدوا عليها، وهي كانت بتسبل للاتنين، ومعشماهم الاتنين...الفتوة وقف في وسط الحارة ولمّ الناس وحكى لهم الحكاية، وقال لهم: دلوقتي بهية في سن الجواز، واللي عنده المكنة هو اللي يتجوزها. حمادة حلو وشاب، وبيحبها، بديع كبير وبكرش ونفسه فيها من سنين طويلة...بديع راح مطلع من جيبه خمسميت جنيه، وقال للفتوة، الشقة عندي، وآدي مهرها يا معلم، وآدي كمان حسنتك... خلص الموضوع، وبديع راح عند المأذون وعقد على بهية، في حضور الشهود، وراح جابها من بيت أبوها وهمه ماشيين، وهو مش قادر على جمالها، يقرصها، تتلوى قدامه، يعاكسها، تضحك بصوت عالي وتلمّ خلق ربنا، وكل الحارة تتفرج على بديع أبو كرش، وهو واخد بهية الجميلة الصغيرة اللي جمالها يحل من على حبل المشنقة، وهمه داخلين على العمارة كانت الحارة كلها بتبص من الشبابيك، وأول ما دخلوا من باب البيت، راح ب