Posts

Showing posts from May, 2015

الوطن والفتة والعيال

إبراهيم موظف مكتب الصحة في المنصورة اللي بيموت في دباديب السيسي وعنده استعداد إنه يضحي بحياته علشانه المفروض أنه بكل موضوعية وإنكار ذات يطلع شهادة ميلاد لطفل أبوه أخوانجي وش وأمه ضاربة تلاتين نقاب فوق بعض، كذلك لما صحفي محترم ينزل مهمة الجرنال مكلفه بيها، المفروض إنه يقلع الذاتية اللي لابسها، ويتجرّد من كونه محمود الأخواني من طنطا وبيعمل إنترڤيو لواحد من اللي نزلوا تلاتين يونيو علشان يطلعوا دين أم الأخوان وبيكرهوهم عمى. ده مش معناه خالص إن إبراهيم لما طلع الشهادة بيساعد الأخوان، ولا إن محمود بيعرّص للإنقلابيين، ده معناه إن كل واحد بيشوف شغله بعيد عن تسييس الحياة والعيشة واللي عايشينها. قبل ٢٥ يناير كان عندنا مشكلة إن الناس عالقهاوي وفي البيوت مالهاش سيرة غير الكورة، ومافيش حاجة تهمها ولا تحركها غير الكورة، بعد ٢٥ يناير، وبالذات بعد ٣٠ يونيو الناس اتهبلت عالسياسة لدرجة إن حتى العشاير والقبايل والعيلات اتقسمت ما بين أخوانجية وبيحترموهم وانقلابيين وسياساوية، ناهيك طبعاً عن الأوصاف الباقية بتاعة العملا والخونة والطابور الخامس والجواسيس واللي بيقبضوا باليورو والدولار. مش بس

المرأة والثورة

حينما سادت الثقافة الأمومية (نسبة إلى الأم) آمن الإنسان بأن المرأة هي أصل الكون، ففيها تنبت بذرة الإنسان، وإليها يسكن الرجل، ونحوها تتوق وتشتعل الرغبة، وعنها ينسج الفنان حكاياته وقصائده، لم ترتبط الرغبة والمتعة بالحمل فكان الحمل لغزاً يحمّلها رهبة وغموضاً عجز الإنسان عن سبر أغواره فسجد له.. ولم لا ومن جسدها تولد الحياة، ومن صدرها يأتي الحليب، وتنتظم دورتها الشهرية مع دورة القمر، وعاطفتها المحمومة نحو وليدها هو عاطفة الأرض نحو زرعها. كانت المرأة تجسداً للأرض، وتعبيراً عن ثقافة الزراعة فتحبل بالبذور لتطرح الثمار، فكانت منشأ الأشياء ومردّها.. لذلك كانت عشتار إلهة الجنس والحب والجمال والتضحية عند البابليين، وكانت إنانا عند السومريين، وعشاروت عند الفينيقيين، وأفروديت عند اليونان وڤينوس عند الرومان. حينما اكتشف الإنسان العلاقة الشرطية بين الجنس والحمل، وبين الجماع والإنجاب لم يعد الجنس هدفاً وسبباً للمتعة فحسب، بل أصبح وسيلة للإنجاب فهبطت المرأة من علياء سموّها وقدسيتها بوصفها مانحة اللذة وواهبة الحياة ومرضعة الإنسان إلى وعاء البذور التي يلقيها الرجل، وبقرة الإرضاع، وبهيمة العشر، و