جدار برلين والحائط الأيوبي
-1- استيقظ عُجَر الحشاش على صراخ جارتهم المجنونة سماح، هكذا هي دائما صباح الجمعة تقتص من زوجها حنفي لتقاعسه عن أداء واجبه الأسبوعي ليلة الخميس. توقظه بحجة تنظيف الغرفة، وتبكّته لعجزه عن كل الأشياء، فلا عيش كريم، ولا عمل محترم، ولا فراش مقبول يعين على تحمل ما سبق.. "إنت ولا حاجة، ولا حاجة!".. لازمة أسبوعية تتكرر كل جمعة، أيقظت عجر بعد ليلة طويلة قضاها يلعب النرد مع أصدقائه في الحارة. يسكن عجر في المنزل الثالث قبل الجبل الذي تنتهي به حارتهم في الباطنية ، وينتهي به العالم، يقولون أن الجبل كان جزءاً من جبل المقطم، وانتقل إلى هنا بفعل معجزة أحد القديسين سمعان الخراز ، يقول البعض أن تلك المعجزة تعود إلى القرن العاشر، ويقول آخرون أن الجبل في الواقع ليس جبلاً، وإنما هو جزء من أحد جدران قصر مهيب يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر لأحد المماليك من دولة المماليك البرجية الذين حكموا مصر من القلعة، تختلف الأقاويل حول الجبل، لكن أحداً لا يختلف على نهاية الحارة، أو على ترتيب المنازل ...