حينما سمعت بالأمس كلمة "الاستفتاء" السحرية التي ذكرها المشير في بيانه، تبين لي مدى الهوة التي تفصل بين جيلي وجيله، والأدهى والأمر بين جيل الثورة الذي يصغرني بجيلين وجيل المجلس العسكري القابض على مقاليد حكم دولة عظيمة بحجم مصر. إنها مدرسة قديمة يجيدها العسكر منذ ستين عاماً، ولكن العسكر غير العسكر...والزمن غير الزمن..والمتغيرات غير المتغيرات...أقتبس مقطعاً كبيراً من كتاب خالد محيي الدين " والآن أتكلم" ص312 كي يضعنا في أجواء ثورة يوليو التي نمر بمثلها هذه الأيام، حتى نعلم من أين جاء فكر المجلس، وماذا يحدث في واقع الأمر، حينما يلجأ العسكر لأساليب الحشد السياسي الممنهج المأجور. يقول خالد محيي الدين: "...وما أن تحرّك القطار نحو أول محطة في الطريق حتى أحسست بأن هواجسي التي سيطرت عليّ في الجلسة السابقة لمجلس الثورة كانت صائبة، وأن شعوري بأن هناك ترتيباً خفيّاً يجري إعداده كان صحيحاً، فعلى كل محطة كان هناك حشد من الناس يهتف بحياة نجيب وحياة الملك سعود ثم يهتف: "تحيا الثورة"، "لا حزبية". وأحسست أن ثمة ترتيباً لهذا الأمر كله. كانت الحشود مت...