المواطن-الكنبة-الأمل
كان الأمل يدغدغ مشاعر حزب الكنبة ممن وقّعوا على وثيقة التمرد، وممن كانوا يرغبون في أن يقوم آخرون عنهم بالمهمة، مهمة التخلص من الأخوان الممثلين لحكم ديني فاشي، يبدو كأخطبوط على وشك أن يمسك بزمام الدولة ليحولها إلى إمارة، أو عاصمة لخلافة وهمية برعاية السيد الأمريكي وتابعه الإسرائيلي اللذان يريان في دماء العرب وقوداً ملهماً لمزيد من الدماء، ومزيد من القتل والدمار والتقسيم في الجسد العربي الجريح. أقول أن الكنبة، وعموم الشعب المصري، وقد قام بتوريط نفسه وكتابة رقم بطاقته وتوقيعه على وثيقة التمرد، ظن أنه بذلك قد قام بدوره، وأدى ما عليه، وجاء دور حماة الشرعية من المؤسسات السيادية التي يتغنى كثيراً بالتحاق أبنائه بها، فكم منا لم يفاخر بأن إبنه مقدم في الشرطة أو رائد في الجيش، أو يعمل في جهة سيادية غامضة تنقل إليه من داخل الجهاز معلومات خطيرة غير متاحة للعامة من الشعب. كان المواطن التقليدي من العامة، من الكنبة، من الجمهور قد تعود على استقاء معلوماته وتشجيع فريق الكرة الخاص به من على كنبة وسط الصالة في انتظار قنبلة مدوية تثير شهية فضوله، أو مؤامرة سياسية كبيرة، يشبع من خلالها غريزة القتا...