Posts

Showing posts from January, 2013

سارة عبدالله وأميرة الأسمر

في يوم من الأيام حاول النظام البائد، والرئيس المخلوع السابق الفاسد يقطعوا الاتصالات، يسدوا السما، ويحجبوا عن مصر شمس الحرية ... عمرك يا مواطن شفت غباوة أكتر من كده؟ هه !! فاكرين إن السما ممكن تتسد، وممكن الشمس ما تطلعش بكره، وممكن الهوا يتمنع عن الخلق فيتخنقوا ويموتواً، عمرك شفت في الدنيا هبل وعته أكتر من كده .. أهو ده اللي كان، وده اللي صار، ما باكدبش عليك ولا ببالغ .... يوم ٢٨ يناير ٢٠١١، من سنتين الا يوم، طلع الفرمان العبقري من الرئاسة والداخلية وكل الناس الحلوة الذكية اللي كانت بتفكر ولا زالت ... إن الاتصالات لازم تتقطع، والعيال دي لازم تبطل بث ... يوم ٢٨ يناير، مصر مش لازم يطلع منها ميجابايت واحد، والعيل اللي يتمسك يتحط في السجون على طول علشان السايب يخاف من الممسوك ... اتمسكت بشر، واتقتلت بشر، والدم ساح في الشوارع، بس السما ما اتسدتش، والشمس طلعت في اليوم التاني، والهوا بعد كل الغاز اللي ضربوه، كفى البشر والشجر والإنسان، ومصر عاشت مش بس لليوم اللي بعديها، ده لسة عايشة للنهارده ( مع إن الرئيس المخلوع وعدنا إن مصر هتندثر أول ما يسيبنا، ويوميها كل الناس قعدت تعيط ..

الأخوان والتمكين

إن عملية إنشاء دولة أخوانية موازية، من خلال تمكين الكوادر الأخوانية من مفاصل مؤسسات الدولة المهترئة أساساً من نظام الرئيس المخلوع، هي عملية عبثية بكل ما تملكه الكلمة من معنى، فالشعب المصري على مر تاريخه الطويل، هو شعب متراكم، يتميز اختلاط أعراقه المتنوعة بالعشوائية، فلا تجد توزيعاً جغرافياً للمصريين وفقاً للعرق أو الدين أو اللون . فماكينة الفرم الحضاري المصرية كانت قادرة طوال الوقت أن تفرم الثقافة الدخيلة، وتدخلها إلى مكونات الثقافة المصرية دون أن تتأثر بها بقية المكونات، ودون أن تطغى على الخليط ثقافة بعينها . وإذا أردت أن تتأكد، طالع بنفسك ملامح، وجماجم مواطنيك المصريين، ممن يتفاخرون بنقائهم العرقي .. القبطي أو العربي أو الجركسي أو التركي، ستجد عجباً عجاب، فهناك الجماجم الأفريقية، والعيون الچركسية الملونة، والشعر العربي الفاحم السواد، والبشرة الداكنة القبطية، وهناك الملايين من الملامح التي تنتمي لكل العالم، فمصر هي سرة العالم، التقت عندها كل الأجناس، وتفاعلت مع بعضها البعض لتنتج هذا المزيج الحضاري المدهش . لذلك تبدو الجهود الأخوانية الحثيثة لتلخيص المجتمع المصر

محمود - قطار البدرشين

ابقى اكتب لي وطمني عليك...ابعت لي رسالة لما تشحن، أوعى تنسى يا محمود! هكذا تذكرت تلك الكلمات بمجرد أن استمعت إلى الخبر الأسود، كلمات مقتضبة، عبر خط التليفون، هرعت على أثرها إلى المشرحة، لتجد نفسها بعد ساعات تدفن وحيدها...غريب هو القدر، الذي يحول حياة الإنسان في لحظة تبدو اعتيادية ككل اللحظات، ولكنها تمر عليه وحده دون الناس بشكل مختلف...إن الضابط الذي أبلغها بضرورة الحضور، كان يؤدي واجباً اعتيادياً، سائق التاكسي الذي نقلها إلى المشرحة، كان يعتزم شراء وجبة، والعودة بها لعائلته، وموظفي المشرحة أخفوا ابتسامة، حينما علموا أنها أم القتيل... القتيل...هكذا أصبح محمود.. قتيلاً... ربما شهيداً، ما الفارق.. لن تأنس بحسه بعد اليوم، لن تحس حرارة أحضانه، لن تسمع صوته، لن ترى ابتسامته، لن تقرأ رسائله النصية...هكذا في غمضة عين، تحت عجلات قطار لا يرحم، على قضبان سكة مجرمة ظالمة...سيمنحونها معاشاً، ربما وساماً، ربما سيحضر لواء عزائه. ولكن بيتها اليوم لن يعود أبداً كما كان... لملمت خلجاته، ولملمت ما تبقى من نفسها، ووقفت تولول مع النسوة في جنازة مهيبة، كانت الحارة تحب محمود، وحتى لو لم تكن تحبه