Posts

Showing posts from January, 2020

واحد.. اتنين، الشعب المصري فين - الحلقة الثالثة والأخيرة

2 بعد ثورتين، وبعد عودة الأمور لنصابها.. ظهرت فرصة أجمل بكتير من مدينتي..  العاصمة الإدارية الجديدة.  أول أفكار ظهرت عن العاصمة الإدارية الجديدة، كانت مقلقة كده، وتحسس الواحد إنها فكرة زي بتاعة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بإنشاء مدينة السادات. بس الفكرة المرة دي كانت على مستوى تاني فعليا. البلد دخلت مفصل سياسي واقتصادي وإداري وعمراني غير مسبوق، وبالفعل بقى من الواضح إن القيادة عندها إرادة سياسية حديدة، ومصممة على المضي قدما في الطريق اللي هي رسمته، وهو واضح.. إحنا هنخرج إدارة الدولة برا العاصمة القديمة، وهنفرمت كل الدولة من داخل المربع الصغير ده (العاصمة الإدارية الجديدة)، وهنرقمن (هنحول كل الأجهزة والإدارات والمستندات للنظام الرقمي) كل الدولة، بحيث إنها تتحول لدولة مركزية القيادة، بس مش مركزية الإدارة والخدمات، بمعنى إن المواطنين مش هيحتاجوا الطوابير، ولا الحركة للمؤسسات الخدمية، والتعرف على المواطنين هيتم من خلال تطبيقات الموبايلات والحواسيب الآلية، والبلد كلها هـ "تتلم" في العاصمة الإدارية الجديدة، كل حاجة هتحصل فيها، وكل الاستثمارات هتتركز هناك، وكل البيزنس هي

واحد، اتنين.. الشعب المصري فين - الحلقة الثانية

حكاية حوكشة ومنعم 1 الوضع الاقتصادي الجديد، خلق آليات ومجتمعات ووسائل مواصلات ومشهد جديد بالكامل بالنسبة للعمال، الطريق اللي كان بياخد من رمسيس للسبع عمارات بالمترو 45 دقيقة، بقى ممكن ياخد ساعة ونص ساعتين، وأحيانا تلاتة علشان العامل يوصل لحد التجمع الخامس، أو الرحاب، أو مدينتي علشان يروح الشركة اللي بيشتغل تبعها، صحيح هو بقى عارف هو بيشتغل فين كل يوم، وبقى عنده مورد رزق مؤقت أي نعم بس ثابت، ومدته بقت بالأشهر والسنين، مش كل يوم بيوميها زي زمان، ما فيش حاجة اتغيرت من ناحية لو وقع من على سقالة، أو مات.. في كلا الحالتين هو كان ولا زال عارف إن حياته ما لهاش قيمة ولا تمن ولا دية، وراضي بالمقسوم، وبيشتغل علشان العيال والعيلة، ابنه لما يكبر هيشتغل زيه ومعاه، وصعب إنه يروح مدرسة في الظروف دي. الحاجة الوحيدة اللي ممكن تحصل إنه يخلص ابتدائي ويعرف يقرا، يمكن يلاقي شغلانة تانية في حتة أفضل شوية صغيرين. من ناحية تانية شركات المقاولات بقت حيتان ضخمة، ودخلت في شراكات ضخمة مع شركات أجنبية، وبالتالي بقى من الصعب إنهم يتعاملوا مع "العمال بتوعهم" بالشكل اللي احنا متعودين عليه ما بيننا و

واحد، اتنين.. الشعب المصري فين

حكاية حوكشة ومنعم 1 كنت عايش في منطقة جنب السبع عمارات ف مصر الجديدة، عند تقاطع شارع النزهة مع شارع الثورة، والمنطقة دي في ذات يوم من الأيام كان فيها جنينة في وسط شارع النزهة، أحيانا كان بيقعد فيها ناس حتى من رقيقي الحال. مصر الجديدة ليها رونق كده مختلف تماما عن مناطق زي الزمالك أو جاردن سيتي. فيه درجة أكبر من القبول الطبقي في مصر الجديدة، بالذات المنطقة اللي أنا كنت ساكن فيها، اللي شوارعها اتسمت على أسامي ضباط شهدا (مسلمين ومسيحيين بالمناسبة)، وكان فيها عدد لا بأس من الضباط، اللي بعد الثورة امتزجوا بأهالي المنطقة الأصليين، والعيال درست مع بعضيها، وبالتالي كان فيه تدرج طبقي وقبول للطبقات رقيقة الحال، وكان فيه صلة جغرافية ما بين المنطقة ومناطق زي العباسية ورمسيس والألف مسكن وحتى الدراسة من خلال مترو مصر الجديدة اللي صدر عليه الحكم بالإعدام. مع الزيادة السكانية الرهيبة، والطفرة العمرانية العشوائية اللي أصابت مدينة نصر، وألقت بظلالها على مصر الجديدة، شوارع مصر الجديدة بقت شبه مشلولة الحركة. مصر الجديدة حي قديم والبناء فيه كان بأصول، حتى ولو انتهكت، إنما عشوائية مدينة نصر خلت مصر

الحرب العالمية الثالثة بين اغتيال سليماني وهروب غصن

Image
1 في وقت الأزمات الاقتصادية والسياسية تصبح الحرب مخرجا "آمنا"، فهي توفر الشعار الأكثر شعبية وانتشارا على مستوى العالم "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، "أمريكا/إيران/تركيا/مصر فوق الجميع"، بحيث تتماهى كافة المشكلات والأزمات الاقتصادية والسياسية، وتتحول الجبهة الداخلية إلى كتلة صلبة في مواجهة "العدو الخارجي"، الذي لم يأت من فراغ، ولكنه يبدو للحظة وكأنه "استحضر" خصيصا لهذه اللحظة التاريخية. لا أتصور أن شيئا يحدث عرضا في هذه الأيام، فقبل اغتيال سليماني، كانت الحملة الموجهة ضد حزب الله، بالتزامن مع الحراك الشعبي اللبناني، ثم التأكيد الإعلامي على مشاركة عناصر من حزب الله في إزالة خيام المعتصمين في الحراك اللبناني، والأنباء عن مشاركة سليماني شخصيا في التخطيط لمقتل متظاهرين في بغداد، وشيطنة كافة الأذرع الإيرانية في المنطقة على نحو ممنهج، وذلك على خلفية أزمة لبنانية اقتصادية طاحنة، لا شك أنها موجهة بدرجة ما نحو إضعاف حزب الله ، وإلهائه بمشكلات داخلية معقدة ومتشابكة، يأتي ذلك عقب ما يبدو أنه تجاوز إيراني للخطوط الحمراء في سوريا واليم