Posts

Showing posts from December, 2019

الفيسبوك - الحلقة الخامسة

Image
بط هوين 1 عمري ما أنسى الكاتب الروسي، اللي مش فاكر إسمه للأسف الشديد، اللي ترجمت له سنة 2010، لما كانت روسيا ضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وقال كلمته العظيمة "دمقرطة الثقافة هي طاعون القرن العشرين". الحقيقة الكلام ده في منتهى الخطورة، بس مش بس في الثقافة، إنما حتى في السياسة وفي هيكل المجتمع وفي حاجات كتيرة جدا، خاصة لو حطيت الكلمة دي جنب كلمة رئيس المخابرات المصرية الراحل، عمر سليمان، وبدون أي تريقة "بط هوين" But when، وقصده يعني إن الديمقراطية حلوة وجميلة، والشعب المصري ينفع إن الديمقراطية تشتغل معاه، ولكن إمتى؟ قصده يعني لما الناس تبقى "كبرت" و"عرفت" و"تستحق" الديمقراطية. سم جوا العسل طبعا، وقصده الحقيقي مش النهارده وهنا، إنما في يوم من الأيام هناك.. لما يبقى الشعب المصري يتعلم، ولما يبقى الشعب المصري يتثقف، ولما يبقى الشعب المصري (ودي كلمتي أنا) شعب واحد مش شعوب كتيرة، ومجتمعات كتيرة عايشين مع بعض على أرض واحدة، والروابط اللي بينهم بتضعف يوم ورا التاني.     2 اللي حصل معايا في فيسبوك كان منتهى الديمقراطية

الفيسبوك - الحلقة الرابعة

وعسى أن تكرهوا شيئا.. 1 طول عمري وأنا برا البلد لما كنت بادرس في روسيا، وبعدين لما رحت اشتغلت في أمريكا، لو أبويا حصل له حاجة. مش عارف ليه كنت بافكر في أبويا تحديدا، مش في أمي مثلا. يمكن علشان هو كان عنده سكر، وبعدين أكبر منها في السن.. ولو إن الموضوع مش بالسن يعني واحنا عارفين..  نهايته هو ده الهاجس اللي كان عندي دايما. وكنت باخاف يحصل له حاجة وأنا مش موجود، مع إن الوجود من عدمه في المسائل دي ما بيفرقش كتير.. كلها طقوس واللي موجود بيسد، وما فيش حاجة بتحصل غير المكتوب، والناس لبعضيها، والدنيا بتمشي على أي حال. المهم رجعت 24 قيراط، والحاج زي الفل، وقعدت في مصر، استقريت، واتصاحبنا، واتكلمنا، واتناقشنا، واتخانقنا، واتصالحنا، واتجوزت، وخلفت، وميت فل وأربعتاشر.  وفي أغسطس 2008 اختلفت مع زوجتي السابقة، ورحت سايب البيت وراجع لبيت أبويا قعدت عندهم. طبعا كان صعب الواحد يرجع ويقعد مع أهله، بس أخويا أحمد كان موجود، وأمي، والحياة كانت لطيفة، وبقيت أقعد مع أبويا في البلكونة، ولما أرجع بالليل نتبادل كلمتين تلاتة.. بقيت أشوفه أكتر، وأتعرف عليه أكتر، وآخر انبساط وتكيف. لحد ما في يوم من ال

الحلقة الثالثة - تابع

Image
شرطي المنطقة 3 المهم بقى في المرة دي وأنا رايح أمريكا من 3-4 سنين، وإذا بسلطات المطار توقفني، فيه إيه؟ ليه؟ عملت إيه؟ قالوا لي حضرتك تروح الصالة اللي هنااااك دي. دخلت الصالة لقيتها مليانة ناس، واللي نايم واللي قاعد، واللي تحس إنه بقاله عالحال دي شوية حلوين (ما تفهمش بقى 3-4 ساعات، ولا يومين تلاتة!)، نهايته لقيت القعدة ممكن تطول طلعت التليفون وقلت أبعت رسالة لصاحبي فيليب اللي جاي مخصوص يستقبلني، أقول له لو اتأخرت عن 40 دقيقة ولا حاجة ما يستنانيش، هاتصرف وأروح أنا لوحدي. لقيت الضابط بيقول لي: لو ما دخلتش التليفون ده ف جيبك حالا، هاصادره. بلهجة آمرة متعجرفة فيها كل الصلف وقلة الأدب وقلة الإنسانية الأمريكاني بتاعة سجن أبو غريب اللي على أصولها. وبدأ مسلسل الرعب.  الترابيزة عليها 5 ضباط، وترابيزة طويلة، وكل واحد قاعد شغال على شوية ملفات، اللي يخلص ينده له، وما تعرفش بعد كده بيروحوا فين، وبيسيبوا ناس إمتى، واللي بياخدوهم، بياخدوهم على فين، واللي قاعدين مستنيين إيه.  واحد ما تفهمش من باكستان أو من الهند أو حاجة زي كده، راجل كبير فوق الـ 65 مثلا، الضابط سأله مش عارف عن إيه،

الفيسبوك - الحلقة الثالثة

Image
شرطي المنطقة كنت ف ذات مرة رايح الولايات المتحدة الأمريكية من 3-4 سنين، وأمريكا دي ليها حكاية معايا، لازم أحكيها علشان نعرف خلفية علاقتي بأمريكا، مش بس لإنها معقدة حبتين، إنما لإن أمريكا نفسها جزء مؤثر في حياة العالم كله، وهي المجتمع اللي خلى واحد زي تسوكيربرغ ينفذ فكرته العبقرية. بمعنى إن تسوكيربرغ بشكل من الأشكال هو نتاج ثقافة أمريكية، والثقافة الأمريكية زي ما زكي نجيب محمود الله يرحمه كان بيحب يتكلم عنها، بتعتمد على الوحدات اللي بتتكرر بانتظام وتشابه لعدد لا نهائي من المرات، وكان جايب تحديدا تلات أمثلة: ناطحات السحاب، موسيقى الجاز، اللبان (أيوه أيوه العلكة/اللبان!). وكانت وجهة نظره إن دي تلات حاجات بتعبر عن الفلسفة الأمريكية اللي بتعتمد على تكرار وحدة واحدة، بلوك واحد، بانتظام وتشابه مطلق، وده ميزته الحقيقية إن الوحدات بتركب على بعض من غير أي مجهود، لإنها منتظمة، ولإن ما فيش "إبداع" ولا ضرورة في تغيير أي أبعاد (بالطبع كل وحدة ليها خصوصياتها الداخلية، إنما الأبعاد الخارجية/آلية الحركة/ في إطار الوحدة/المازورة الواحدة ما بتتغيرش). 1 لما جالي الجواب بتاع قبو

الفيسبوك - الحلقة الثانية

Image
قل كلمتك وامض 1 زمان كان علشان توصل للميكروفون، ناهيك بقى عن الكاميرا والبث التلفزيوني دي قصة طويلة عريضة، محتاجة كمية كبيرة جدا من الفلاتر والتصفيات والمعايير والوسايط وهيصة ما لهاش آخر. يعني علشان فلانة تشتغل مذيعة، ولا فلان يغني في الإذاعة، ولا علشان تلاقي دار نشر ولا حتى جرنان ينشر لك قصة كانت شغلانة، بتمر على عدد من التصفيات، وناس كتير بالملايين قعدت عمرها كله، وما حدش عرف عنها حاجة، وناس تانية ظهرت بغير وجه حق، علشان واسطة ولا محسوبية ولا شلة ولا قرابة مسؤول كبير. زمان كمان، حتى لو عندك دار نشر، وبتكتب روايات، وحتى لو كنت كاتب معروف، هتقعد تكتب شهور وسنين، وبعدين دار النشر هتراجع، وبعدين تنشر، وبعدين الكتاب يتباع، وفين وفيييين لما يوصل للجمهور من خلال نقاد تكتب عنه في الجرايد، أو يعمل فضيحة وشغلانة، والناس تقعد تهري في برامج التلفزيون إن الكاتب فلان الفلاني بيتكلم عن مسلمات، ولا بينبط على النظام الفلاني، أو بيزدري الأديان إلخ إلخ إلخ. وفين وفيين لما مخرج وسيناريست ومنتج يعملوا من الرواية فيلم، والناس تشوفه، وتقدره ولا ما تقدروش. كل ده زمن بالسنين، كووووول ده بقى

الفيسبوك

Image
الحلقة الأولى “ريحة الورنيش” واحنا مقرّبين كده على شهر والفيسبوك مقفول. حابب أشارك بعض الأفكار اللي راودتني وبتراودني طول الفترة اللي فاتت وأنا بره عالم الفيسبوك الافتراضي. طبعا أول حاجة فكرت فيها لما كتبت كلمة “افتراضي”، هو إن كل اللي باكتبه دلوقتي، والبلوج حتى اللي باكتب عليه، والإنترنت اللي أغلبية شغلي عليه هو كمان افتراضي. بس الفيسبوك الحقيقة هو أكتر حاجة سمّعت في العالم الافتراضي ده، لدرجة إننا بنتكلم النهارده عن 2.45 مليار مستخدم حوالين العالم. بمعنى إن الفيسبوك النهارده بقى منتشر أكتر من المسيحية مثلا (2.2 مليار)، وضعف الإسلام (1.6 مليار). مش قصدي حاجة، بس باتكلم عن انتشار الفكرة، آلية التفكير، الفرمتة (القولبة)، حتى ولو مش على مستوى آليات عمل البرنامج، إنما حتى على مستوى الألوان والخطوط والتصميم وتأثير الحاجات دي على وعي البشر. بمعنى إننا بنتكلم عن 2 مليار وداخلين على نص مليار عليهم ناس بتتعامل مع بعضيها من خلال “التليفون” ده. مش بس بتتعامل، الناس بتحب وتكره وتعرف وتقوم ثورات وتعمل أحزاب وشركات ومؤسسات وتبيع وتشتري وكل ده وهي قاعدة على الفيسبوك. ليه؟ زمان (وده ا

التاتش الروسي

Image
اللي بيظهر في وسائل الإعلام الروسية، في موضوع حرمان روسيا من المشاركة في المسابقات الرياضية العالمية 4 سنين، واللي الواحد شايفه من هنا هو إن الروس متحاصرين، وغلابة، والعالم واقف ضدهم علشان موضوع “ضم القرم” والصراع في أوكرانيا، بالذات على خلفية الاجتماع بتاع “رباعية نورماندي”، والضغط الغربي المتزايد علشان روسيا “تنخ” و”ترضخ” للشروط الغربية، و”ترجّع” القرم، وده مش هيحصل أبدا بتاتا مطلقا لثلاث أسباب: أولا: أكبر نقطة للشعبية بتاعة بوتين (84٪) كانت في الوقت اللي كان بيرجع فيه القرم سنة 2014 ثانيا: بعد رجوع القرم، أصبحت أرض روسية، وأي رئيس روسي (بوتين أو غير بوتين) هيفرط في أرض روسية، ده بيعتبر وفقا للدستور الروسي خيانة عظمى. ثالثا: استنادا لأولا وثانيا ضم القرم، ورجوعها لروسيا (القرم انضمت لأوكرانيا في الستينات لما خروشوف كان عايز إداريا يخليها تبع أوكرانيا، واتحاد سوفيتي بقى وزيتنا ف دقيقنا، علشان محطة كهربا كانت موجودة في روسيا، وبتوصل كهربا لأوكرانيا، ومش عارفين يسلكوا الورق. ببساطة ومش أكتر من كده!) هو رغبة شعبية واسعة، مستندة للدستور، والحاجة الوحيدة اللي ممكن تخلي

سليم أشقر.. فلسطيني ولا إسرائيلي؟

Image
السؤال ده على بساطته، شايل جواه أصل الصراع العربي الإسرائيلي.. هاشرح لك.. المشكلة الحقيقية يا منعم إنك لما بتكبر في السن أطياف ما بين الألوان بتزيد عندك، وبتبتدي تشوف ألوان “بينية” ما كانتش موجودة من الأول، بمعنى إنك وإنت صغير بتبقى شايف الدنيا أبيض وأسود، بعدين لما بتكبر شوية الحياة بتعلمك إن بينهم فيه رمادي، لما بتعدي الأربعين، وبعدين الخمسين، بتكتشف “فجأة” إن غير الأبيض والأسود والرمادي اللي كانوا فالقينك بيهم طول الفترة اللي فاتت، فيه أحمر وأصفر وأزرق وذهبي وفضي، وهيصة ما لهاش سقف ولا قاع ولا جوانب، محيط من الألوان والأطياف، وفي أحيان كتير ما بتقدرش تميز الألوان كويس، وبتختلط عليك ألوان تانية.. شغلانة يعني. 1 سليم عبود أشقر أو سليم أبود أشكار زي ما الإسرائيليين بيحبوا “يأكدوا” على “هويته الإسرائيلية”، هو بيانيست مشهور، مشهور بمعنى مشهور يعني، زي ما بيحبوا عندنا ف مصر ساعات يدلعوا فنان كده، ويظبطوه قوم يقولوا عليه “عالمي”، أهوه ده بقى عالمي على أبوه، بمعنى إنه عزف في كل حتة في الدنيا، في كارنيغي، في لاسكالا، في فيلهارمونيا فيينا، في ألبيرت هول.. عز