Posts

Showing posts from November, 2019

جدار برلين والحائط الأيوبي

Image
-1- استيقظ عُجَر الحشاش على صراخ جارتهم المجنونة سماح، هكذا هي دائما صباح الجمعة تقتص من زوجها حنفي لتقاعسه عن أداء واجبه الأسبوعي ليلة الخميس. توقظه بحجة تنظيف الغرفة، وتبكّته لعجزه عن كل الأشياء، فلا عيش كريم، ولا عمل محترم، ولا فراش مقبول يعين على تحمل ما سبق.. "إنت ولا حاجة، ولا حاجة!".. لازمة أسبوعية تتكرر كل جمعة، أيقظت عجر بعد ليلة طويلة قضاها يلعب النرد مع أصدقائه في الحارة. يسكن عجر في المنزل الثالث قبل الجبل الذي تنتهي به حارتهم في الباطنية ، وينتهي به العالم، يقولون أن الجبل كان جزءاً من جبل المقطم، وانتقل إلى هنا بفعل معجزة أحد القديسين سمعان الخراز ، يقول البعض أن تلك المعجزة تعود إلى القرن العاشر، ويقول آخرون أن الجبل في الواقع ليس جبلاً، وإنما هو جزء من أحد جدران قصر مهيب يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر لأحد المماليك من دولة المماليك البرجية الذين حكموا مصر من القلعة، تختلف الأقاويل حول الجبل، لكن أحداً لا يختلف على نهاية الحارة، أو على ترتيب المنازل

الطفل المعجزة وهروب الكوادر

Image
الطفل المعجزة/ عمرو عزت   الطفل المعجزة، عمرو عزت، راح امبارح وقابل رئيس جامعة القاهرة، محمد عثمان الخشت، اللي عقد لجنة من 4 أساتذة متخصصين، عملوا امتحان للولد، واتضح إنه ولد شاطر ومؤهل. تمام جدا، الحمد لله  والشكر لله، إن كده الأمن يقدر يسمح للطالب عمرو عزت يدخل جامعة القاهرة علشان يحضر في كلية العلوم قسم رياضيات محاضرات الدكتور، هاني الحسيني. هذا كل ما في الأمر! بمعنى إن كل الهيصة والهليلة دي مش علشان حاجة إلا علشان يسمحوا للولد يدخل الجامعة يحضر.. يحضر بس محاضرات، مش هيلتحق بالجامعة كفى الله الشر، ولا هيحصل على مؤهل (بالمناسبة السعيدة قد يكون يستحقه أكتر من ناس كتير في الجامعة!) الشر برا وبعيد، إنما علشان يحضر بس، يسمع، يتعلم بس. أستاذ الجامعة صاحب المحاضرات، صاحب المعرفة والعلم موافق، وعميد الكلية موافق.. إنما الأمن مش موافق! طيب العميد يكتب للأمن.. الأمن ما لوش دعوة، ده أمن الجامعة مش أمن الكلية. طيب يكتبوا للجامعة جواب، علشان الجامعة تخاطب أمنها تسمح بدخول الولد.. قال لك الموظف: وأنا ما لي يا سيد.. هو الولد طالب مسجل بسجلات الكلية؟ لأ. يبقى خلاص، ما ليش دعوة، يكت

اللي يشوف بلاوي الناس

Image
التلات مواطنين دول دخلوا السجن ف جريمة قتل حصلت سنة 1983، وخرجوا امبارح، بعد ما المحكمة اكتشفت إنهم أبرياء.. بعد 36 سنة.. ستة وتلاتين سنة، قعدوا في السجن يوم ورا يوم ورا يوم، وأسبوع ورا أسبوع، وشهر ورا شهر، وسنة تجر سنة.. 36 صيف، و36 شتا، و36 عيد شكر، و36 راس سنة... يا قوة الله. وتخيل يا مواطن إحساس الواحد منهم، وهو عارف في قرارة نفسه إنه ما عملش حاجة، وإنه مظلوم، وموجود غدر، وخيانة، وزور، وبهتان.. صحيح القاتل اتطخ بالنار سنة 2002.. بس ولو. هو عمر البني آدم رخيص للدرجة دي، وعبثي للدرجة دي؟ بس أرجع وأقول لك، وهو كام واحد عندنا مظلوم في السجون والمعتقلات، كام واحد أهله ما يعرفوش أصلا عايش ولا ميت، موجود في مكان ما ولا مش موجود في الوجود؟ يااااه يا منعم! صحيح اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته!

خدر المظلومية والمؤامرة الكونية

Image
لمدة 3 أيام بعد الواقعة اللي لا زالت بتؤثر على حياتي بشكل إيجابي على عكس المتوقع تماما، استفقت صباح اليوم على فكرة جهنمية، كسرت كافة أصنام العظمة والمجد والشهرة لدى نرجسيتي المريضة. امبارح طبعا كتبت عن "تقارير" وناس شايفين إني "مش عاجبهم" إلخ إلخ. وطبعا لما رجعت النهارده وقريت اللي كتبته، لقيت إني حرفيا باقول كده بالمفتشر إن إدارة فيسبوك، سابت 2.45 مليار مستخدم حول العالم، و34.5 مليون مستخدم في مصر، وجم على العبد الفقير إلى الله أبو 10 آلاف متابع علشان يبلكوه، لإن تأثيره على المجتمع المحيط ضار وخطير ومدمّر.. هههههه (ضحك وكركرة بصوت عالي جدا!) الواقع طبعا، هو إني افتكرت أنا هببت إيه يوم الجمعة اللي فات، واللي غالبا كان السبب في اللي حصل، ببساطة شديدة جدا، أنا اتحمست جدا للمكالمة العظيمة اللي ضربت يوم الخميس في الفيسبوك بتاعة " خالك عرفات " اللي ف مستشفى أم المصريين، وكتبت بوست صغير فيه هاشتاج "#مين_معايا، #خالك_عرفات".. بس. فيه ناس كانت عارفة الحكاية، وناس تانية مش عارفاها. اللي عارف كان بيقلش، واللي مش عارف ابتدى يسأل: مين عرفات، م