Posts

Showing posts from August, 2011

خدت الشر وراحت

-           إزازة بالانتاين يا معلم من اللي وصّى عليها لقمان -           يا عم ليه بس، ما تخليها نشربها سوا لما ترجع بالسلامة. -           بص، أنا مش راجع قبل شهر ونص، ولمّا ارجع يبقى يحلها الحلال، هاجيب معايا من السوق الحرة. -           من يد ما نعدمها. -           أجيب لك كيس؟ في طريقه إلى المطبخ قابل مهندس البترول عادل رياض أحد الفنيين من شركة مكافحة الحشرات التي تعاقد معها بغرض التخلص من النمل الذي فشلت معه كل المحاولات الذاتية السلمية ابتداءّ من "ريد" و"بايجون" وانتهاءً بوصفات شعبية من الأقرباء من المنيا. لم تكن الأخبار سارة، فالفني يخبره بأن هناك فأر في الفيلا، وعليه التعاقد على نوع جديد من المكافحة، وأنواع السموم بالنسبة للفئران تتدرج من الموت السريع القاسي، وحتى الموت البطئ السادي... أعجبته فكرة الموت البطئ السادي، ولكنه طلب من الفني تأجيل موضوع الفأر حينما يعود من عمله بعد شهر ونصف..."موت بطئ"، "موت سريع"، "موت متوسط السرعة"...يظن الإنسان أنه يقرر نوع الموت، بل ويختار بين أنواع الموت...فكرة ! فتح الدرج الأسفل من دولاب

منّص

Image
-1- لم يكن شديد القسوة على حماره لطبيعة في شخصيته، ولكنها الظروف..وطبيعة العلاقة بين الإنسان المصري والحمار، كثيراً ما صادف تعليقات من أقربائه، وأصدقائه، بل ومن مارة في الطريق..ولكنه لم يكن يوماً يعبأ بذلك. "منّص" كان يعلم مدى حبه له (كان يدعو حماره منتصر، ويدلّلـه بـ "منّص")، وكثيراً ما وقف "منّص" إلى جانبه في أحلك الظروف، ولن ينس عبده العربجي ما حدث يوماً عند مطلع كوبري السيدة عائشة، وفي عز الظهر، وقد تعالت أصوات الأبواق الغاضبة، ولم يضطر يومها أن يلهب ظهر "منّص" سوى بعشرة لسعات خفيفة من سواطه الحنون، ذكريات صعبة، ولكن "منص" كما كان عبده دائماً يقول "قدّها وقدود". في ذلك اليوم لم يكن منّص على طبيعته، كان هزيلاً بعض الشيء ولم يأخذ كفايته من النوم أو البرسيم على ما يبدو. واختلف عبده وصبيّه بسبب الحمار، فعبده كان يرى أن منّص يتمارض، وكان يرى أن الحل لا يكمن سوى في لسوعته بمزيد من الضرب الذي لا يعرف كلاهما سواه، بينما كان صبيه يرى أن عليهما العودة بمنّص كي يستريح، فاليوم ليس يومه...وأثارت تلك الكلمات عبده إلى أقصى الحدود، فصب

سوسن

Image
جارنا الأستاذ شعبان له بنت أخ من دمياط جاءت لزيارته من يومين، فتاة منقبة..تلبس خيمة سوداء تخفي خطوط جسمها الفتان، ولكنها ترسم خطوطاً أخرى ليست أقل جمالاً ولا فتنة، خيمة سوداء رشيقة تميزها عن بقية بنات جنسها وطائفتها من المنقبات، وكانت تلك هي الملاحظة الأولى التي استرعت انتباهي وقد مرت ذات يوم مع بنت عمها. إن طريقة المشي نفسها تختلف من فتاة منقبة لأخرى، وكما لكل إنسان شخصية، وطبيعة صوت، وطبيعة حركة...فلكل منقبة شخصية داخل خيمتها، تعتمد بشكل أساسي على حجم الكتلة والخطوط المحددة للكتلة الصماء وتفاعلها مع الفراغ المفتون بكسرها له بديناميكية تشتق حيويتها من شخصية الفتاة المنقبة ذاتها...ولايقتصر الأمر هنا على الخطوط المتحركة في تمايل وإيقاع مدهشين، ولكنها تلك الطاقة المبهمة التي تشع من الخيمة الرشيقة والتي لا يحجبها حتى اللون الأسود أكثر الألوان حيادية وعزلاً، إنها تلك الكمية الوفيرة من الطاقة الأنثوية الطاغية، التي تعبر عن بركان عاطفي على وشك أن ينفجر في وجهك لو قامت صاحبتنا بخلع ربع غطاء الوجه. ما بالك لو تعرت أجزاء أخرى من جسمها البض؟...حمداً لله وشكراً على نعمة النقاب الذي يحمينا شر الف

آسفين يا عمرو...

الحقيقة أن كلمات العنوان سليمة وصحيحة، وتحمل معنى الأسف للإستهانة بكلمات الملحن والمغني عمرو مصطفى، وطبعاً لا ينطبق ذلك على ما ذكره من "هلفطة" هلامية حول زويل ومحفوظ وبيبسي و125 إلخ، ولكنها تحمل معنى الأسف لأن ما وصل إلي، وأعتقد أنه وصل إلينا جميعاً أن عمرو مصطفى لا يعدو كونه فناناً ضحلاً لا يمثل سوى نفسه، أو جيلاً من المراهقين ممن يعانون فقراً في الثقافة وضحالة في الفكر، وضحكنا كثيراً على كم المغالطات والتأويلات السخيفة لما حدث في جمعة الغضب، والتي كان الفنان يطلقها في حماس وحمية يحسد عليهما واعتبرنا كل ذلك "إفيهات"، أو غباء سياسي يستحق السخرية. ولكنني اليوم وبعد جرعة شديدة من التفاهة والضحالة من شخص يشغل منصباً في هيئة التدريس بجامعة حلوان، وبعد جرعة أشد من الدكتورة لميس جابر وتصريحها بشأن تقويض هيبة الدولة جراء محاكمة الرئيس المخلوع، وبعد برنامج لميس الحديدي مع عفاف شعيب بطلة كوميديا الريش والبيتزا أثناء الثورة، ونهاية بعد العودة للتحقيقات التي تمت مع مدير المخابرات العامة المصرية السابق اللواء عمر سليمان. بعد كل ذلك توصلت لقناعة راسخة أن هناك تياراً واضح المعالم

مكالمة جمالات

Image
أنا في عرضك يا طنط جمالات، وحياة النبي، ما تكسفينيش وتبعتي لنا الواد عمرو ابنك في الفرح بتاع كوكا بنت أختي...شفته في التليفزيون يا طنط أول امبارح كان يهبل...يجنن...يا خراشي يا خراشي...إيه ده...إيه العسل ده؟ إيه الطعامة دي؟ قمر يا اخواتي قمر، وبيتكلم زي البربنط، والبت المذيعة اللي معاه مقصوفة الرقبة مش عارفة حاطّة نقرها من نقره ليه بنت الجزمة، ضاربة شعرها فازلين، وصابغاه...اكمن الواد عاجبها يعني؟ بس إن جيتي للحق يا طنط جمالات الواد يعجب الباشا، بالذات لما جاب سيرة جايزة نوبل، وميوزيكال أوورد، والكلام الكبير قوي ده، كان يهوس يا طنط، كلنا قعدنا نتفرج، والواد فريد ابني قال لي: يا ماما مش ده عمرو ابن طنط جمالات؟ ده فشيخ قوي، بيقول كلام ولا بتوع التليفزيون. راحت البت كوكا شبطانة فيه، وقعدت تتحايل علي أكلمك علشان ييجي، يبخ لنا كلمتين من الكلام الكبير بتاعه ده، أو يغني أو يرقص...ألا قولي لي من الحق...هوه المحروس ابنك بيشتغل على إيه، على أنهو موسيقى يعني؟ بيعزف على آلة ولا بيغني...بس يجنن يا طنط يجنن. عارفة أكتر حاجة عاجباني فيه إيه؟ لما اتكلم عن القصيدة بتاعة نجيب محفوظ اللي بتقول إن مافيش د

المحاكمة

Image
لقد كان يوماً تاريخياً بحق، وبدت المحاكمة وكأنها حقيقية كأصدق ما يكون، ولكن صور خروج المتهمين من قاعة المحكمة كانت بالنسبة لي كإهالة التراب على كل ما حدث ، وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن المعركة الحقيقية للثورة قد بدأت يوم 8 يوليو، ولن تنتهي في القريب العاجل. لقد كان مشهد الاحترام والتبجيل للمتهمين من قبل قيادات الشرطة الحالية، ومن قبل الشرطة العسكرية مثيراً للعديد من التساؤلات، ولم يكن التعامل معهم يحمل أي شبهة اتهام بضلوعهم في جرائم قتل ما يربو على الألف شهيد. لقد كانت الابتسامات والمجاملات مع اللواء حبيب العادلي والذي صدر بحقه حكم في قضية فساد بالفعل، لا تعبر سوى عن تقدير لدور الرجل في مهام عمله قائداً لذلك الجهاز الرئيسي في النظام السابق، وكان الود المتبادل بينه وبين عميد الشرطة العسكرية وكأن المحاكمة لم تكن سوى مسرحية، يتوجب على الجميع أدائها لإرضاء جماعة من الغوغاء اتضحت غوغائيتهم، وهمجيتهم من أداء حفنة من الهواة من المدعين بالحق المدني، والذين يدرك طالب في السنة الأولى بكلية الحقوق، أن أحداً لن يصدر حكماً بالإدانة ضد أي من المتهمين بناءً على دفاعهم الهزيل، في الوقت الذي وقف ف

قفص سيادة الرئيس

في يوم من الأيام، وبعد انتهاء المحاكمة التاريخية للرئيس المخلوع، سوف يقوم عدد من العمال بفك وخلع قفص الاتهام الحديدي الشهير الذي دخله يوماً فخامة الرئيس/ محمد حسني مبارك، وسوف تدور بينهم أحاديث يومية عادية حول المخلوع، وعيوبه أوحسناته، وجرائمه أوإنجازاته، وخيانته أوبطولاته...وسوف تردد القاعة الخاوية التاريخية أصداء تلك المناقشات الساذجة، العادية، الطيبة، الحقيقية، لعمال مصريين يتحدثون عن رئيسهم الذي صنعوا من أجله قفصاً، وحبسوه داخله لفترة قد تطول أو تقصر.... المجد للثورة المصرية