Posts

واحد.. اتنين، الشعب المصري فين - الحلقة الثالثة والأخيرة

2 بعد ثورتين، وبعد عودة الأمور لنصابها.. ظهرت فرصة أجمل بكتير من مدينتي..  العاصمة الإدارية الجديدة.  أول أفكار ظهرت عن العاصمة الإدارية الجديدة، كانت مقلقة كده، وتحسس الواحد إنها فكرة زي بتاعة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بإنشاء مدينة السادات. بس الفكرة المرة دي كانت على مستوى تاني فعليا. البلد دخلت مفصل سياسي واقتصادي وإداري وعمراني غير مسبوق، وبالفعل بقى من الواضح إن القيادة عندها إرادة سياسية حديدة، ومصممة على المضي قدما في الطريق اللي هي رسمته، وهو واضح.. إحنا هنخرج إدارة الدولة برا العاصمة القديمة، وهنفرمت كل الدولة من داخل المربع الصغير ده (العاصمة الإدارية الجديدة)، وهنرقمن (هنحول كل الأجهزة والإدارات والمستندات للنظام الرقمي) كل الدولة، بحيث إنها تتحول لدولة مركزية القيادة، بس مش مركزية الإدارة والخدمات، بمعنى إن المواطنين مش هيحتاجوا الطوابير، ولا الحركة للمؤسسات الخدمية، والتعرف على المواطنين هيتم من خلال تطبيقات الموبايلات والحواسيب الآلية، والبلد كلها هـ "تتلم" في العاصمة الإدارية الجديدة، كل حاجة هتحصل فيها، وكل الاستثمارات هتتركز هناك، وكل البيزنس هي

واحد، اتنين.. الشعب المصري فين - الحلقة الثانية

حكاية حوكشة ومنعم 1 الوضع الاقتصادي الجديد، خلق آليات ومجتمعات ووسائل مواصلات ومشهد جديد بالكامل بالنسبة للعمال، الطريق اللي كان بياخد من رمسيس للسبع عمارات بالمترو 45 دقيقة، بقى ممكن ياخد ساعة ونص ساعتين، وأحيانا تلاتة علشان العامل يوصل لحد التجمع الخامس، أو الرحاب، أو مدينتي علشان يروح الشركة اللي بيشتغل تبعها، صحيح هو بقى عارف هو بيشتغل فين كل يوم، وبقى عنده مورد رزق مؤقت أي نعم بس ثابت، ومدته بقت بالأشهر والسنين، مش كل يوم بيوميها زي زمان، ما فيش حاجة اتغيرت من ناحية لو وقع من على سقالة، أو مات.. في كلا الحالتين هو كان ولا زال عارف إن حياته ما لهاش قيمة ولا تمن ولا دية، وراضي بالمقسوم، وبيشتغل علشان العيال والعيلة، ابنه لما يكبر هيشتغل زيه ومعاه، وصعب إنه يروح مدرسة في الظروف دي. الحاجة الوحيدة اللي ممكن تحصل إنه يخلص ابتدائي ويعرف يقرا، يمكن يلاقي شغلانة تانية في حتة أفضل شوية صغيرين. من ناحية تانية شركات المقاولات بقت حيتان ضخمة، ودخلت في شراكات ضخمة مع شركات أجنبية، وبالتالي بقى من الصعب إنهم يتعاملوا مع "العمال بتوعهم" بالشكل اللي احنا متعودين عليه ما بيننا و

واحد، اتنين.. الشعب المصري فين

حكاية حوكشة ومنعم 1 كنت عايش في منطقة جنب السبع عمارات ف مصر الجديدة، عند تقاطع شارع النزهة مع شارع الثورة، والمنطقة دي في ذات يوم من الأيام كان فيها جنينة في وسط شارع النزهة، أحيانا كان بيقعد فيها ناس حتى من رقيقي الحال. مصر الجديدة ليها رونق كده مختلف تماما عن مناطق زي الزمالك أو جاردن سيتي. فيه درجة أكبر من القبول الطبقي في مصر الجديدة، بالذات المنطقة اللي أنا كنت ساكن فيها، اللي شوارعها اتسمت على أسامي ضباط شهدا (مسلمين ومسيحيين بالمناسبة)، وكان فيها عدد لا بأس من الضباط، اللي بعد الثورة امتزجوا بأهالي المنطقة الأصليين، والعيال درست مع بعضيها، وبالتالي كان فيه تدرج طبقي وقبول للطبقات رقيقة الحال، وكان فيه صلة جغرافية ما بين المنطقة ومناطق زي العباسية ورمسيس والألف مسكن وحتى الدراسة من خلال مترو مصر الجديدة اللي صدر عليه الحكم بالإعدام. مع الزيادة السكانية الرهيبة، والطفرة العمرانية العشوائية اللي أصابت مدينة نصر، وألقت بظلالها على مصر الجديدة، شوارع مصر الجديدة بقت شبه مشلولة الحركة. مصر الجديدة حي قديم والبناء فيه كان بأصول، حتى ولو انتهكت، إنما عشوائية مدينة نصر خلت مصر

الحرب العالمية الثالثة بين اغتيال سليماني وهروب غصن

Image
1 في وقت الأزمات الاقتصادية والسياسية تصبح الحرب مخرجا "آمنا"، فهي توفر الشعار الأكثر شعبية وانتشارا على مستوى العالم "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، "أمريكا/إيران/تركيا/مصر فوق الجميع"، بحيث تتماهى كافة المشكلات والأزمات الاقتصادية والسياسية، وتتحول الجبهة الداخلية إلى كتلة صلبة في مواجهة "العدو الخارجي"، الذي لم يأت من فراغ، ولكنه يبدو للحظة وكأنه "استحضر" خصيصا لهذه اللحظة التاريخية. لا أتصور أن شيئا يحدث عرضا في هذه الأيام، فقبل اغتيال سليماني، كانت الحملة الموجهة ضد حزب الله، بالتزامن مع الحراك الشعبي اللبناني، ثم التأكيد الإعلامي على مشاركة عناصر من حزب الله في إزالة خيام المعتصمين في الحراك اللبناني، والأنباء عن مشاركة سليماني شخصيا في التخطيط لمقتل متظاهرين في بغداد، وشيطنة كافة الأذرع الإيرانية في المنطقة على نحو ممنهج، وذلك على خلفية أزمة لبنانية اقتصادية طاحنة، لا شك أنها موجهة بدرجة ما نحو إضعاف حزب الله ، وإلهائه بمشكلات داخلية معقدة ومتشابكة، يأتي ذلك عقب ما يبدو أنه تجاوز إيراني للخطوط الحمراء في سوريا واليم

الفيسبوك - الحلقة الخامسة

Image
بط هوين 1 عمري ما أنسى الكاتب الروسي، اللي مش فاكر إسمه للأسف الشديد، اللي ترجمت له سنة 2010، لما كانت روسيا ضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وقال كلمته العظيمة "دمقرطة الثقافة هي طاعون القرن العشرين". الحقيقة الكلام ده في منتهى الخطورة، بس مش بس في الثقافة، إنما حتى في السياسة وفي هيكل المجتمع وفي حاجات كتيرة جدا، خاصة لو حطيت الكلمة دي جنب كلمة رئيس المخابرات المصرية الراحل، عمر سليمان، وبدون أي تريقة "بط هوين" But when، وقصده يعني إن الديمقراطية حلوة وجميلة، والشعب المصري ينفع إن الديمقراطية تشتغل معاه، ولكن إمتى؟ قصده يعني لما الناس تبقى "كبرت" و"عرفت" و"تستحق" الديمقراطية. سم جوا العسل طبعا، وقصده الحقيقي مش النهارده وهنا، إنما في يوم من الأيام هناك.. لما يبقى الشعب المصري يتعلم، ولما يبقى الشعب المصري يتثقف، ولما يبقى الشعب المصري (ودي كلمتي أنا) شعب واحد مش شعوب كتيرة، ومجتمعات كتيرة عايشين مع بعض على أرض واحدة، والروابط اللي بينهم بتضعف يوم ورا التاني.     2 اللي حصل معايا في فيسبوك كان منتهى الديمقراطية

الفيسبوك - الحلقة الرابعة

وعسى أن تكرهوا شيئا.. 1 طول عمري وأنا برا البلد لما كنت بادرس في روسيا، وبعدين لما رحت اشتغلت في أمريكا، لو أبويا حصل له حاجة. مش عارف ليه كنت بافكر في أبويا تحديدا، مش في أمي مثلا. يمكن علشان هو كان عنده سكر، وبعدين أكبر منها في السن.. ولو إن الموضوع مش بالسن يعني واحنا عارفين..  نهايته هو ده الهاجس اللي كان عندي دايما. وكنت باخاف يحصل له حاجة وأنا مش موجود، مع إن الوجود من عدمه في المسائل دي ما بيفرقش كتير.. كلها طقوس واللي موجود بيسد، وما فيش حاجة بتحصل غير المكتوب، والناس لبعضيها، والدنيا بتمشي على أي حال. المهم رجعت 24 قيراط، والحاج زي الفل، وقعدت في مصر، استقريت، واتصاحبنا، واتكلمنا، واتناقشنا، واتخانقنا، واتصالحنا، واتجوزت، وخلفت، وميت فل وأربعتاشر.  وفي أغسطس 2008 اختلفت مع زوجتي السابقة، ورحت سايب البيت وراجع لبيت أبويا قعدت عندهم. طبعا كان صعب الواحد يرجع ويقعد مع أهله، بس أخويا أحمد كان موجود، وأمي، والحياة كانت لطيفة، وبقيت أقعد مع أبويا في البلكونة، ولما أرجع بالليل نتبادل كلمتين تلاتة.. بقيت أشوفه أكتر، وأتعرف عليه أكتر، وآخر انبساط وتكيف. لحد ما في يوم من ال

الحلقة الثالثة - تابع

Image
شرطي المنطقة 3 المهم بقى في المرة دي وأنا رايح أمريكا من 3-4 سنين، وإذا بسلطات المطار توقفني، فيه إيه؟ ليه؟ عملت إيه؟ قالوا لي حضرتك تروح الصالة اللي هنااااك دي. دخلت الصالة لقيتها مليانة ناس، واللي نايم واللي قاعد، واللي تحس إنه بقاله عالحال دي شوية حلوين (ما تفهمش بقى 3-4 ساعات، ولا يومين تلاتة!)، نهايته لقيت القعدة ممكن تطول طلعت التليفون وقلت أبعت رسالة لصاحبي فيليب اللي جاي مخصوص يستقبلني، أقول له لو اتأخرت عن 40 دقيقة ولا حاجة ما يستنانيش، هاتصرف وأروح أنا لوحدي. لقيت الضابط بيقول لي: لو ما دخلتش التليفون ده ف جيبك حالا، هاصادره. بلهجة آمرة متعجرفة فيها كل الصلف وقلة الأدب وقلة الإنسانية الأمريكاني بتاعة سجن أبو غريب اللي على أصولها. وبدأ مسلسل الرعب.  الترابيزة عليها 5 ضباط، وترابيزة طويلة، وكل واحد قاعد شغال على شوية ملفات، اللي يخلص ينده له، وما تعرفش بعد كده بيروحوا فين، وبيسيبوا ناس إمتى، واللي بياخدوهم، بياخدوهم على فين، واللي قاعدين مستنيين إيه.  واحد ما تفهمش من باكستان أو من الهند أو حاجة زي كده، راجل كبير فوق الـ 65 مثلا، الضابط سأله مش عارف عن إيه،