الطفل المعجزة وهروب الكوادر

الطفل المعجزة/ عمرو عزت

 

الطفل المعجزة، عمرو عزت، راح امبارح وقابل رئيس جامعة القاهرة، محمد عثمان الخشت، اللي عقد لجنة من 4 أساتذة متخصصين، عملوا امتحان للولد، واتضح إنه ولد شاطر ومؤهل.

تمام جدا، الحمد لله  والشكر لله، إن كده الأمن يقدر يسمح للطالب عمرو عزت يدخل جامعة القاهرة علشان يحضر في كلية العلوم قسم رياضيات محاضرات الدكتور، هاني الحسيني. هذا كل ما في الأمر!
بمعنى إن كل الهيصة والهليلة دي مش علشان حاجة إلا علشان يسمحوا للولد يدخل الجامعة يحضر.. يحضر بس محاضرات، مش هيلتحق بالجامعة كفى الله الشر، ولا هيحصل على مؤهل (بالمناسبة السعيدة قد يكون يستحقه أكتر من ناس كتير في الجامعة!) الشر برا وبعيد، إنما علشان يحضر بس، يسمع، يتعلم بس.
أستاذ الجامعة صاحب المحاضرات، صاحب المعرفة والعلم موافق، وعميد الكلية موافق.. إنما الأمن مش موافق!
طيب العميد يكتب للأمن.. الأمن ما لوش دعوة، ده أمن الجامعة مش أمن الكلية. طيب يكتبوا للجامعة جواب، علشان الجامعة تخاطب أمنها تسمح بدخول الولد.. قال لك الموظف: وأنا ما لي يا سيد.. هو الولد طالب مسجل بسجلات الكلية؟ لأ. يبقى خلاص، ما ليش دعوة، يكتب العميد، ما يكتبش العميد، دي مسؤولية، وأنا ما اقدرش آخدها على صدري.
طيب يخاطبوا رئيس الجامعة، ما تفهمش بقى تجاهلهم، ولا كان مشغول، ولا كان مسافر.. بس الضغط الإعلامي واضح إنه جاب نتيجة، والدنيا اتلحلحت، قوم رئيس الجامعة شخصيا، طلب عقد لجنة، وقابل الواد.. شخصياً!
رئيس الجامعة يقابل طفل 12 سنة ونص، علشان الطفل عايز ببساطة يحضر في الجامعة، والأستاذ المتخصص شايف إنه مؤهل لده، وما حدش عنده مشكله علمية ولا معرفية.. غير إن الأمن المفروض إنه يحمي الجامعة. أيوه يحميها من إيه؟ 
من كل حاجة.. بما في ذلك من الطفل ده، اللي عايز يدخل بغير وجه حق. 
قوم عملنا الامتحان، وجبنا أساتذة، وعملنا شو إعلامي، وهيصة وزمبليطة وصور وفرح.. علشان في الآخر طفل نابغة عايز يتحرك أسرع من مجتمع ماشي بسرعة السلحفاة. يعني إيه يعني؟ يعني يفرق عننا ف إيه يعني؟ ابن بارم ديله يعني؟ لازم نوقفه، ونعطله، ونقرفه ف عيشته.
لما سألوه هتسافر ولا لأ؟

فكرت بيني وبين نفسي.. ده لو راح في أي حتة، هيتستقبلوه بالأحضان. هيعملوا له امتحان صغير على الإنترنت، وإنترفيو تلت ساعة على سكايب، وشكرا جدا جزيلا. في لحظة الواد وأخوه وعيلته كلها هيبقوا ف مكان تاني، على الرحب والسعة. 
هو حد هيسألك ولا هيستأذنك ولا هيقعد يفكر إنت بتعمل في نفسك كده ليه؟ إذا كنت مش عارف تستغل ولا تستفيد ولا حتى تعلم كوادرك، إيه اللي يخليك تزعل لما الكوادر دي تاخد بعضها وتلاقي فرص تانية ف حتت تانية؟ حقها، وحق الناس اللي بتستفيد من عدم قدرتك على الاستفادة من مواردك البشرية. ما فيش هنا لا مؤامرة، ولا أمريكا، ولا إسرائيل.. كل الحكاية إننا مش عارفين نسمح للناس إنها تدخل "الجنة" اللي احنا مسيطرين على مفاتيحها في كل القطاعات.. 
أولاد الأساتذة هيبقوا أساتذة، وأولاد الدكاترة هيبقوا دكاترة، وأولاد القضاة هيبقوا قضاة.. إلخ إلخ إلخ. وكل اللي له قريب ف حتة يجيب قرايبه.. والناس ما يفضلش ليها فرص. وبعدين نسأل: فين المواهب؟ فين الكوادر؟
هناك.. في الحتت اللي قدرت تسمعها وتفهمها وتعلمها. واحنا خلينا قاعدين مع بعضشينا زيتنا ف دقيقنا.

Comments

Popular posts from this blog

سوسن

الفيسبوك - الحلقة الثانية

حكاية حمادة