التاتش الروسي



اللي بيظهر في وسائل الإعلام الروسية، في موضوع حرمان روسيا من المشاركة في المسابقات الرياضية العالمية 4 سنين، واللي الواحد شايفه من هنا هو إن الروس متحاصرين، وغلابة، والعالم واقف ضدهم علشان موضوع “ضم القرم” والصراع في أوكرانيا، بالذات على خلفية الاجتماع بتاع “رباعية نورماندي”، والضغط الغربي المتزايد علشان روسيا “تنخ” و”ترضخ” للشروط الغربية، و”ترجّع” القرم، وده مش هيحصل أبدا بتاتا مطلقا لثلاث أسباب:

أولا: أكبر نقطة للشعبية بتاعة بوتين (84٪) كانت في الوقت اللي كان بيرجع فيه القرم سنة 2014
ثانيا: بعد رجوع القرم، أصبحت أرض روسية، وأي رئيس روسي (بوتين أو غير بوتين) هيفرط في أرض روسية، ده بيعتبر وفقا للدستور الروسي خيانة عظمى.
ثالثا: استنادا لأولا وثانيا ضم القرم، ورجوعها لروسيا (القرم انضمت لأوكرانيا في الستينات لما خروشوف كان عايز إداريا يخليها تبع أوكرانيا، واتحاد سوفيتي بقى وزيتنا ف دقيقنا، علشان محطة كهربا كانت موجودة في روسيا، وبتوصل كهربا لأوكرانيا، ومش عارفين يسلكوا الورق. ببساطة ومش أكتر من كده!) هو رغبة شعبية واسعة، مستندة للدستور، والحاجة الوحيدة اللي ممكن تخلي حاجة زي كده هي سقوط النظام وإسقاط الدستور الروسي، وثورة، ودي حاجة ما حدش عايزها، ولا حتى أعتى المعارضين الروس. يمكن الليبراليين بيفكروا في سيناريو زي كده، بمساعدة الغرب مثلا، بس ده بعيييييد قوي، عن شنب أي حد في الغرب، واحتمالاته ضعيفة، علشان إذا كانت مصر ما حدش يحتمل أي هزة فيها قيراط، فروسيا ما حدش يحتمل أي لمسة فيها 24 قيراط.
بس فيه حاجة تانية بقى الواحد فكر فيها النهارده وهو متحاوط كده بالشعب الروسي العظيم العشري اللي فيه شبه كبير مننا، بلخبطته، وتنوعه العرقي، والإبداع وزي ما تقول كده “التاتش” بتاعه. يمكن الفرق الوحيد بينهم وبيننا، هو إنهم فعليا عرفوا على مدار القرن اللي فات إنهم يترجموا “التاتش” ده لأفكار تتحقق وتتنفذ على الأرض، ويوصلوا بيها لإنهم يوصلوا الفضاء قبل أي حد، ويحققوا طفرة صناعية مهولة، ويعملوا صناعة واقتصاد، وقنابل وأسلحة، ودولة خلتهم في لحظة من اللحظات عدد مهم وفارق في النظام السياسي العالمي، لولاش بس الحرب، واللي حصل على أرض الاتحاد السوفيتي، واضطلاعه بعد كده مش بس بإعادة الإعمار، إنما كمان بتصدير الثورة الشيوعية للعالم، ومحاربة النظام الرأسمالي والإمبريالية إلخ إلخ إلخ. وروسيا وأوكرانيا وكازاخستان لا زالت لحد النهارده في جزء كبير من سياساتها ووزنها السياسي العالمي بترتكز لإرث كبير من اللي خلفه الاتحاد السوفيتي. إحنا “التاتش” بتاعنا لا زال في مرحلة التهريج والقلش والتخييش والفهلوة.. بس همه بقى، وده اللي عايز أقوله، عندهم جزء كده لطيف، وواضح من القرار الأخير بتاع اللجنة العالمية لمكافحة المنشطات مؤخرا، يخليك تحس إن حتى على أعلى المستويات، هتلاقي الأستاذ إبراهيم حوكشة في مصلحة التفتيش على العينات التابع للإدارة العامة لهيئة أي حاجة اللي ممكن يحط التاتش بتاعه، أو تلاقيه مثلا وفقا لأوامر فلان بيه، وعلان باشا اللي حابب يخدم، راح مزوّر ما تفهمش إيه، مبدّل ما تعرفش إيه بإيه، داسس رشوة ما أبصر لمين ولا مين فين.. المهم هتلاقي كابتن كده، في الرياضة مش فاهم إن اللي هو بيعمله ده ممكن يخلي دولة بحجم روسيا، وقطاع زي قطاع الرياضة في روسيا، ورياضيين روس في كل أنواع وألوان وأشكال الرياضة يعانوا، علشان الباشا حب يحط “التاتش” بتاعه، مش علشان حاجة إلا علشان بيحب وطنه، و”عايز بس يخدم”.
فيه حالة كده تحس إن هناك جحش ما أو مجموعة من الحيوانات غير الأليفة داخل دولاب العمل في قطاع الرياضة عملوا كارثة، ومطرمخين عليها، وفيه ناس مش قادرة تتكلم، مش علشان حاجة، إنما علشان مكسوفين إن ممكن يكون فيه حاجة على هذا المستوى من السذاجة، والعباطة، والهبل، والغباوة ممكن تحصل في روسيا في المطلق.. مش علشان حاجة، إنما علشان الكبرياء الوطني.. والموضوع مش موضوع رياضة بقى ولا سياسة، لأ ده حس قومي كده، وتحس إنها فضيحة على مستوى الأمة، يعني لما مش عارف مين فين يضاهي إيه، ولا مين طلع “ما يعرفش” إن المادة الفلانية محظورة إلخ إلخ. فعلا فعلا يعني على المستوى ده، غالبا فيه مشكلة كبيرة يعني مش هزار.
في الحقيقة روسيا مش محتاجة لا الفضيحة دي، ولا محتاجة النوعية دي من التهريج خالص بتاتا، بالذات إنها ناجحة رياضيا، وتنظيميا، وإداريا، ولسه خارجة يعني من كاس عالم الناس بتحلف بيه، وطبعا جزء من الفضيحة في تصوري تلكيكة، بس ما يمنعش إن فيه جزء منها راجع لـ “التاتش الروسي”.

Comments

Popular posts from this blog

سوسن

الفيسبوك - الحلقة الثانية

حكاية حمادة