سر مبارك

أحياناً باحسك نصاب، مش عارف ليه...مش نصاب نصاب يعني، بس نصاب على كذاب على حرامي...كوكتيل كده. يعني تيجي في يوم وتقول لي الشرف، والنزاهة، والعدل، وسيادة القانون، والحق...أسمع كلامك وأصدقك، وأقول في عقل بالي: "حرام عليك تظلم الراجل"، وبعدين في لحظة ألاقيك لابس كرانيش، وترتر، ونازل تلم النقطة من الزباين، ووسطك فاكك آخر حاجة، ولا وسط سهير زكي في أزهى أيامها...


واحاول ساعتها أصطاد عينك علشان تيجي في عيني وأفكرك بتصريحاتك الصارمة عن مجرى العدالة، وهيبة الدولة، وسلطة الشعب...ألاقيك بتجري من هنا لهنا لهنا، وعايش في الزيطة، ومش فايق لي...

تاني يوم نتقابل، وإنت بالبدلة على باب المحكمة، ما اعرفكش...أقول لك: "إمبارح..." تقول لي : "إمبارح مين، وإزاي وإمتى"..أقول يمكن باظلمه، يمكن مش هو...

يوميها بالليل أشوفك، وأعلمك بالوحمة اللي في قفاك، وأقول لك: "أهوه...إنت أهوه! مش شبهك، ولا أنا مجنون، مش إنت بتاع الصبح؟ بتاع العدالة والحق والشعب" تبص وتقول: "على فكرة إنت مش فاهم...كل اللي حوالينا، وإنت شخصياً كده.."

ياعم ما ترسى لك على بر كده أمال، وتطلع لي بلون ولا بشكل ولا بمنظر واحد. اثبت كده امال وخليك راجل أعرف لك مسكة، ولا أقفش في أي كلمة تقولها...حتى كلامك كله مايع، وخانع وخاضع وسم ف سم وملفوف في علقم.

شوية تطلع وتقول حاموت على أرض مصر، ومصر هيه أمي، وعملت كل اللي عملته علشان مصر، والتاريخ في جيبي الشمال والشعب في جيب الجاكته، ومرة تقول اللي هيفتح بقه حاطلع دين أمه، وحاسلط عليكوا كلاب الحراسة اللي مربيهالكم بقالي سنين، ومرة ترجع تقول مولد النبي داخل يا جماعة، وأمانة عليكم تخلوني أعيد وسطكم، وإحنا مهما كان عيلة واحدة. وشوية ويطلع علينا اصحابك ويقولوا لنا: لو عايزين بونبوني في الميدان نبعت لكم، إنما آبا الحاج ماحدش ييجي ناحيته، والثقافة المصرية ما تقولش كده أبداً...وهيه كانت فين الثقافة يا بو ثقافة لما الملايين سكنت العشوائيات، والناس بقت تدور على أكلها في الزبالة؟ شوية تعمل عيان، وشوية تهددنا بقضايا، وتحلف إن مافيش فلوس، وبعديها الناس تطلعك كذاب وحرامي، شوية وتطلع بمشهد قلبي قلبي...آه آه وموسيقى حزينة ف مقام صبا في الخلفية، وشوية الولية تعمل عيانة، ووبعدين نسمع إنك بتكتب ما ابصر جواب إيه، ولا عفو إيه، وبعدين تاني يوم تطلع تهددنا بالترابيزة...ده إيه يا اخواتي ده؟

على فكرة أنا فهمت السر...

إنت بطل هندي مغوار في فيلم هندي قديم من الأفلام الهندية اللي ما بتبقاش عاوزة تخلص، يعني عالآخر كده بعد مرور ثلاث ساعات على بداية الفيلم وبعد لما يكون البطل قتل معظم أعداءه، وطلع نص الممثلين في الفيلم قرايبه والنص الثاني زمايله في المدرسة، والراجل الشرير دمه سايح ومطرطش على حبيبة البطل، والبطل حاضن حبيبته بقاله أربع خمس دقايق وقاعد عمال يزعق ويعيط وهيه بتبربش، وتقول له إنها ما حبتش ولا هتحب حد غيره أبداً قطعاً واستحالة، تبص تلاقي إذ فجأةً الباب اتفتح عنوة ودخل عدو جديد يبقى إبن عم خال العدو الشرير الأول، ومعاه سلاح آلي وأربع بلطجية، وهاتك يا ردح ومونولوجات، وزعيق وعياط، وتطلع حبيبة البطل أخته في الرضاعة، ومش ممكن يسمح بإن البطل يتهنى بيها ولو لحظة واحدة، وواحد من البلطجية ياخد باله من كلمة أخته في الرضاعة فيعرف إن البطل هوه كمان أخوه في الرضاعة مما يعني بالتبعية إن البطل وحبيبته أخوات، وينزلوا دعك ورشاشات، ودم وميلودراما لحد ما يطلع في الآخر إن البطل كان له توأم ومات، وإن اللي همه فاكرينه أخوهم ده مش هوه، التاني هوه اللي أخوهم مش الأولاني، والأولاني يطلع إبن عم أحمد عز، وأخوات أحمد عز من صغرهم يقولوا له يا أبيه....وأم عديل خالته كانت ساكنة جنب ولاد إبن عمته في روض الفرج جنب السوق من الناحية التانية...

يعني طرة لاند كلها مسالك وقرايب ونسايب، والريس حنتيرة الكبير مش عايز يروح هناك علشان ما يطلعش في الآخر كروديا، والعيال تدخل له قافية، وواحد زي أحمد عز يطلع له لسانه...

سيبك إنت بس لايق عليك التمثيل، وبجد بجد أحياناً باصدق إنك راجل شريف...

Comments

Popular posts from this blog

سوسن

الفيسبوك - الحلقة الثانية

حكاية حمادة