عباس ابن أم حمادة



أم حمادة كسبت قضية النفقة من هنا وهاتك يا زغاريد وطبل وزمر، ونزلت الكفر عندنا بزفة اسكندراني من عيال الأوركسترا بتوع النحاس والطبل، حارة والتانية وراحت متكعبلة في البعيد أبوحمادة اللي كانت هتجيله نقطة من حكم المحكمة ووقفوا قصاد بعض وهاتك يا ردح...وكل واحد علق للتاني الغسيل الوسخ، والناس في أشمون عرفت كل حاجة عن تفاصيل حياتهم العائلية في الخناقة دي...

أتابن موضوع الخناقة الواد عباس ابن أم حمادة الصغير، لأن الواد بعد ما رجع من دراسته في بنها أبوه كان عاوز ياخده قائد أساسي في الأوركسترا عنده بدل مرتديلا بن أم مديحة، وهي راسها وألف سيف ألا لازم الواد يشتغل في أوركسترا الحجرة بتاع بنها أكرم له، على أساس إن بنها برضه بندر، والواد ممكن يشوف حاله وربنا يكرمه هناك...سنة والتانية والراجل بطل يصرف على ابنه، والولية كانت بتبعت له فلوس من ورا أبوه، والواد عرف يقف على حيله ويبقى له إسم في بنها والمنصورة وكل المنطقة اللي حواليهم...

راح أبوه شادد له مكتوب، وقال له:

- يا ترجع يا أحرمك من الميراث يا بهيم

الواد كلم أمه وسألها يعمل إيه فشارت عليه يرجع يعمل حفلتين في السنة مع الأوركسترا بتاع أبوه علشان ما يزعلوش وفي نفس الوقت يفضل في بنها...فراح عباس عمل كده بقى ييجي حفلتين في السنة وبرضه فضل في بنها، وبعدين كل ما كان ييجي الكفر عندنا كانت بتجي له حساسية وحرارته ترتفع، ويبقى مش طايق أشمون، ويطلع زرابينه علينا...ده حتى مرة شد على عازف أبوا عندنا راح الواد حادفه بطوبة كانت هتطير عينيه، ومرة تانية كان بيشاور للتشيللو فصباعه دخل في عين الليدر (أصل إيده طويلة وكل ما بيقود أكتر كل ما بتطول أكتر) راح الليدر رازعه بالقوس على دماغه.

المهم سنة والتانية وأبوحمادة اتخانق مع أم حمادة وهيه عملت الأوركسترا بتاعها اللي حكيت لكم عنه، وراح عباس راجع وبقى قائد ورائد وأب وعم وخال الأوركسترا الميمون بتاع أم حمادة السيمفوني النبي صاينه وحارسه وحاميه من كل عين حاسد وحاقد من المزيكاتية بتوع آخر الزمن بتوع اليومين دول...

الواد قعد على الكرسي من هنا وبقى حاجة تانية، راح ضارب شعره بنفسجي، وبقى يمشي في الكفر ما حدش يعرف يكلمه، واتصور كام صورة عند استوديو رضا اللي جنب السوق وهاتك يا إعلانات في الجرايد والمجلات، وقصة وهليلة، وعباس راح وعباس جه...وإشي مرة سافر مابصر فين داهية ومابصر راجع منين خرارة، وحفلات أوبرا وباليه وحفلات عامة، وإشي رياسة وإشي مش رياسة، المهم الجلالة خدته، وبقى الآمر الناهي، اللي ماحدش بيكسر له كلمة. وطبعاً زي ما احنا عارفين النفر من دول يقعد على الكرسي من هنا وحاله يتشقلب من هنا، تبص تلاقي كلامه اتغير ولبسه اتبدل، ولما يتكلم تبص تلاقيه يكلمك عن خطة الدولة وتعليمات الوزارة والثقافة المصرية والشعب المصري وانجازاته المؤثرة في الشعب المصري..العيال زملاتنا في أوركسترا أم حمادة لاحظوا عليه الأعراض دي، وكل ما حد يهب فيه يبرّق له ويرزعه كلمتين في العضم يقوم الزميل يتكوّم.

كان يقف قدام المرايا كل يومالصبح ويقعد يدلع في نفسه، لدرجة إن مرة واحد زميلنا سمعه من الدور اللي فوقيه وهوه واقف الصبح قدام المرايا يقول:

-ياخواتشي عليك...ياخواتشي عليك

طبعاً الكفر عندنا بيموت في التكوينات اللي من النوع ده لأن ببساطة احنا ما عندناش تكوينات من نوع تاني، يا إما أحمد أبوهريدي وشعره اللي بيعمل بيه حوادث كل ساعة والتانية، يا إمّا عباس ابن أم حمادة اللي فرحان بشبابه، والواحد من دول يبقى شايف إنه البعيد رئيس جمهورية ولا سلطان، وإن الكفر لا جاب قبله ولا بعده، وإنه هوه لوحده اللي بيرزق وبيقطع الرزق وبيتحكم في العباد...

نهاية الحكاية إن حزب أعداء النجاح، اللي أنا أبقى السكرتير العام بتاعه، عمل إجتماع للجنة المركزية وقرر إزاحة عباس ابن أم حمادة لضرره الجسيم على الأوركسترا بتاع أمه (أوركسترا أم حمادة السيمفوني)، لأن من ساعة ما اسم النبي حارسه مسك الأوركسترا، وفي ولا سبعين مزيكاتي سابوا الأوركسترا، وأحياناً الكفر، وأحياناً البلد كلتها...ولا حد سأل، ولا حد استفسر؟ كان بينيل إيه بسلامته طول الفترة دي؟ إنجازات إيه وهباب إيه اللي كان بيتكلم عنها؟ لأ ومنزل في الجرنال امبارح خبر عن حملة إزاحة المواهب في الأوبرا...إوعى وشك يا واد منك له لحسن الموهبة تطرطش عليك...حاسب حاسب لحسن الموهبة تطرطش عالقميص يا جدع...

حزب أعداء النجاح ينتصر يوماً بعد يوم، والفاشلين اللي زيينا همه اللي عايزين يبلطجوا على المساكين الموهوبين المخلصين بتوع الريس والهانم وابن الهانم...

صباح الفلول يا بو رياض...

Comments

  1. ged3aan ennoko rameto 3abbas ebn ommm 7amada barra!!! Da khabar 3azim

    ReplyDelete
  2. ربنا يقدرنا...عالكبير قوي

    ReplyDelete
  3. عباس بره والأوركسترا حرة

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

سوسن

الفيسبوك - الحلقة الثانية

حكاية حمادة