بيان الداخلية - في ذكرى خالد سعيد


من كام شهر الدكتور مصطفى الفقي في حديثه للمصري اليوم عن مستقبل الرئاسة في مصر قال بالحرف الواحد إن لياقة السيد الرئيس البدنية والذهنية حالياً في أفضل أوضاعها، مافيش شهرين وحياتك والريس عمل المرارة في ألمانيا وبعدين قعد في شرم الشيخ للنقاهة والفيلم اللي احنا عارفينه ده...وكأن القدر كان مخبي للدكتور إجابة عن إرهاصاته بشأن لياقة فخامة الرئيس...ربنا يخلي لنا الاتنين الفقي ومبارك...

بس يا ترى الدكتور كان فعلاً مصدق الكلام اللي بيقوله، ولا الحزب ملقنه اكليشيهات لازم يدلدقها ف أي وسائل إعلام بيتكلم فيها؟ بس ساعتها الحقيقة الإفيه كان كوول، دمه يلطش...ابتسمت وأنا باقرا كلام الديناصورات اللي ما بقاش أي حد تاني بيقوله في الدنيا غير عندنا ف منطقة الشرق الأوسط (حتى بعض الدول الشقيقة ربنا رضي عنها، والديناصورات وثقافتها اندثرت من عندها، وبقوا بتكلموا عادي زي البشر)..

بس المفجع الحقيقة والمثير للغثاء والقرف هو صورة وزير الداخلية أيام لما كان لسة متخرج جديد من كلية الشرطة (وده أنا ممكن أفهمه، لأن معالي الوزير ما عندوش وقت يتصور، ولا بيحب الظهور الإعلامي ولا الأضواء) والبيان اللي نشرته الداخلية بشأن ضحية التعذيب في اسكندرية خالد سعيد اللي بيثبت إن الداخلية مش بس خارج التاريخ، لأ دي خارج الجغرافيا والمنطق والفيزيا والكيميا والرياضيات...يعني الشعور اللي يجيلك وإنت بتقرا الكلام وبتتفرج على صورة الضحية وهوه لسة سليم تحس إن السادة المسئولين عن المادة الإعلامية الخارجة من الداخلية والسادة المتخصصين في الفبركة والطرمخة ما عداش عليهم في يوم من الأيام مصطلح إسمه الكومون سينس (التفكير المنطقي)...

يعني يقولك إن التقرير المبدئى للطب الشرعى أثبت أن الوفاة نتيجة اسفكسيا الخنق نتيجة انسداد القصبة الهوائية باللفافة التى حاول ابتلاعها...وطبعاً دماغه اللي اتدغدغت أكيد كانت متدغدغة لما أمه وقعته من إيدها وهو عنده سنتين...

"وأضاف المصدر الأمنى أن المذكور كان مطلوباً لتنفيذ حكمين بالحبس صادرين فى القضيتين الأولى تحمل رقم 7439 جنح سرقات 2009، والأخرى لحيازة سلاح أبيض، وأنه سبق ضبطه فى أربعة قضايا سرقات وحيازة سلاح وتعرض لأنثى كما أنه مطلوب فى القضية رقم 333 لسنة 2008 للهروب من الخدمة العسكرية، فضلاً عما تضمنته أقوال والدته فى التحقيقات من أنه معتاد تعاطى المواد المخدرة."

والله العظيم الفقرة اللي فاتت دي لازم تتبروز وتتحط في متحف.

طبعاً أرقام القضايا والأحكام دي عملية بتلات تعريفة، سهل جداً تدبيرها، الداخلية مش هتغلب يعني...بس لاحظ معايا كده القضايا...سرقة، وسلاح، وحريم، وهروب من الخدمة العسكرية، وكمان أمه، خد بالك أمه مش حد تاني!!!! هي اللي بتصرح للجهات الأمنية إنه كان معتاد تعاطي المواد المخدرة...يعني المرحوم كان ناقص له جرايم إيه كمان يلفقوها له...قتل؟؟ الحقيقة الواحد عاتب على الداخلية إنهم ما ضربوش عصفورين بحجر ولبسوه جريمة قتل سوزان تميم، على أساس إن محسن السكري زميل قديم يعني وممكن كانوا يخدموه في الليلة دي.

بعد الجرايم دي، سايق عليك النبي تبص على خلقة المجرم العتيد اللي متهم بحيازة سلاح، وباتجار في مواد مخدرة، وتعرض لأنثى...بص كده على تسريحة شعره، ولبسه، والكواليتي بتاعة الصورة، وقول لي الضابط الجهبذ صاحب السيناريو العبقري كان بيفكر في إيه وهوه بيلفق القضايا...ياعم ما تقول اختلاس، تخابر وخيانة عظمى واحكم عليه بالإعدام وجرّسه، صفقة مشبوهة، دعارة، أي حاجة تليق يعني بالمنظر..إنما تدبسوا الوزير في تصريح بالمنظر ده بالطريقة دي..إيه يا عم النظام السَكّه ده..دول بقوا بيكسّلوا يفبركوا كذب عليه القيمة...زمان الداخلية كانت بتكذب بس بشياكة، المسئولين عن الفبركة كانوا بيشغلوا مخهم شوية...



"ونوه المصدر الأمنى إلى أن تلك الإدعاءات المُغرضة قد تغافلت عن عمد جميع الحقائق وتمادت فى الترويج للكذب والتضليل، فى محاولة للإساءة لجهاز وطنى يضطلع بمهامه رجال الشرطة بكل مثابرة ودأب التزاما بواجبهم بالإسهام فى تنفيذ القانون وحماية المصالح العامة والخاصة، بل وذهب الأمر إلى حد أبعد يستهدف الإساءة لأوضاع حقوق الإنسان بالبلاد بتنظيم وقفات احتجاجية والدعوى للتظاهر وتوجيه رسائل إلكترونية لدوائر رسمية وغير حكومية أجنبية تطالب بوقف التعاون مع مصر لانتهاكها حقوق المواطنين"

خدت بالك من جهاز وطني يضطلع بمهامه رجال الشرطة بكل مثابرة ودأب إلتزاماً بواجبهم...بالذمة مش تحسسك بمواضيع القراءة بتاعة ابتدائي، وواخد لي بالك من دوائر غير رسمية أجنبية؟ تمهيداً طبعاً لحملة اتهامات بالعمالة لجهات أجنبية في الأيام اللي جاية، يعني هتبص تلاقي أي تظاهر سلمي، اعتصام، احتجاج بتموله أمريكا ويمكن كمان إسرائيل...على أساس إن حقوق الإنسان في مصر على سنجة عشرة، والعالم كله متآمر على مصر علشان أم الدنيا، والواحد دايماً بيغير على أمه لما تتجوز حد غير أبوه.

"كما أكد أنه لا تراجع مهما تمادت الادعاءات والحملات المُغرضة عن التزام رجال الأمن بواجبهم بكل حزم وفق ما تمليه أحكام الدستور والقانون."

لا تراجع يا افندية...لاتراجع لا استسلام!!! الشرطة هتلتزم يعني هتلتزم، والشرطة من زمان ما بقتش في خدمة الشعب، لأ يا روح أمك، دي بقت في خدمة القانون اللي هوه جزمته ف بق التخين، وإن ماكنتش عارف القانون أعرفهولك أنا، البوليس هو القانون والقانون هو البوليس، والضابط هو البوليس والقانون والقاضي والجلاد وجوز أمك وعمك وسيدك وتاج راسك يا مواطن يا عبيط ياللي مش عارف مصلحتك.

التصريحات بتاعة مصطفى الفقي، وبيان الداخلية وتصرفاتها بيؤكد إن النظام ما بقاش هنا خالص، وحتى ما بقاش بيعرف يكذب كويس، ولا يتجمل عدل...ارحمونا بقه الله يرحمكم!



Comments

Popular posts from this blog

سوسن

الفيسبوك - الحلقة الثانية

حكاية حمادة