المهنة: عازف بيانو

نكتة روسية بايخة:

"أستاذ بيسأل الطلبة من باب التعارف: أبوك بيشتغل إيه ياد منك له؟
أحمد: مهندس
أمجد: دكتور
سميرة: مفتش في جنينة الحيوانات
مسعود (وشه احمر جداً، ومحرج آخر حاجة): أنا الحقيقة والدي بيشتغل راقص استربتيز في بار للمثليين
طبعاً الفصل كله وقع على روحه من الضحك، والعيال مابقتش عارفة تمسك نفسها.
الأستاذ حاول يسكّت الفصل، وخد الواد على جنب وسأله بحنين أبوي: بجد يا مسعود أبوك بيشتغل في الاستربتيز؟
مسعود: لأ يا أستاذ، الحقيقة أبويا بيشتغل عازف ترومبون في الأوركسترا بس اتكسفت أقول للفصل."

إنتهت النكتة

الأستاذ فضل موظف المرور سألني عن مهنتي علشان مش عارف يقراها في البطاقة، وساعتها افتكرت النكتة وكنت عاوز أجاوب نفس إجابة مسعود، بس قلت يا واد الدعابة الروسي ممكن ماتبقاش في محلها...فاضطريت أرد عليه بصراحة:

-بيانيست

فطبعاً الراجل لما سمع الكلمة بلع ريقه بامتعاض زي ما يكون سمع كلمة قبيحة، أو حد جاب له سيرة ثورة 25 يناير، اللي هوه طبعاً بيكرهها، وبيكره المظاهرات، وبيكره ميدان التحرير وكل الشوارع المؤدية إليه أو خارجة منه. لحظات صمت متوترة، ولقيت إني لازم أوضّح للأستاذ فضل طبيعة عملي بالضبط:

-عازف بيانو يعني يا أستاذ فضل

-ما أنا فاهم يا اخويا الأولانية، أنا بس قصدي يعني بتشتغل إيه الصبح، موظف فين؟ منتدب فين؟ بتصحى الصبح تشرب كباية الشاي وتروح فين؟ أكيد يعني فيه عندك شغلانة تانية محترمة الصبح ما تأخذنيش في الكلمة.

-لأ الحقيقة

-يعني حضرتك بتصحى كده من صباحية ربنا وهاتك يا بيانيست، وتررم تارام بم بم دش؟

-بالضبط يا أستاذ فضل.

الأستاذ فضل زم شفايفه وراح كاتب كلمتين في الورقة اللي قدامه. وراح مدي الورق للموظفة اللي جنبه علشان توقع، الموظفة طبعاً راحت شافة كلمة بيانيست، وجالها شلل رعاش:

-دي إيه الكلمة دي يا أستاذ فضل

أنا رديت:

-بيانيست حضرتك، عازف بيانو

راحت منفعلة بشدة، وردت عليا بمنتهى القسوة:

-حد سألك يا أستاذ، إنت إسمك أستاذ فضل، دي مسائل في صميم التخصص بتاع الموظفين، من فضلك، من فضلك! يا إما تستنى بره لحد ما نخلص لك ورقك.

نظرة الشماتة الموجهة لي من الأستاذ فضل كانت من القوة، إن وشي احمر، وكان عندي استعداد للحظة إني أمسك الورق وأقطعه. بعد النظرة الشمتانة النافذة، تحول بهدوء وبرود شديدين ناحية الموظفة، ورد على سؤالها اللي في صميم التخصص:

-بيانو، بيانو يا مدام ثريا، بيانو يعني بانيو بس بالمقلوب، بانيو، وحطي حرف اليه بعد البه...

بعد الشرح المتعمق في صميم تخصص الموظفين للأستاذ فضل، العلامة الجهبذ، طقم الموظفين اللي في الأوضة انطلقوا في وصلة ضحك وتريقة لا تنتهي. وساعتها مالقيتش قدامي غير إني أضحك أنا كمان ضحكة بلهاء، واتصنع الفكاهة والظرف والدم الخفيف، مع إن ولا حاجة من دول لايقة عليا. قلت لهم من باب التصحيح:

-بيانو آلة موسيقية فيها أوتار وشواكيش.

راح واحد من الموظفين مكمل:

-ومسامير ومفاتيح آلانكيه وقلاووظات..

وصلة ضحك أعنف من سابقتها، ومابقاش عندي حاجة أقدر أوقف بيها الموقف السخيف إلا إني أزعق بعلو صوتي:

-يا عاااااالم، يا هووووه...هوه فيه إيه.

انبرت السيدة الفاضلة اللي عندها ورقي:

-فيه إيه يا أستاذ، مالك متزربن كده، وشايل طاجن ستك، ومش طايق نفسك؟ (مصمصت شفايفها والتفتت لزميلتها وغنت مقطع من أغنية سعاد حسني) تقولش أمين شرطة اسم الله ولا دبلوماسي.

طبعاً الإفيه ما كانش ممكن يعدي بسهولة على الموظفين خفيفي الظل، اللي زي ما يكون لاقوا حاجة يعملوها بعد الفطار، اللي كانت بقاياه لسه على مكاتبهم. فانبرى أحدهم:

-الرجل الغامض بسلامته!!!

في اللحظة دي اختفت كل مبادئ العقل والمنطق في الكون، ومش فاكر بالضبط ترتيب التفاصيل، بس فاكر شوية مفردات، وفاكر الطرقة الضلمة اللي على شمال المكتب، والسجادة الخضرا بتاعة الصلاة اللي نيموني عليها، ولون الدم، وحالة الهلع اللي خلت كل الناس تجري من مكاتبها على الشارع، والإشاعة اللي طلعت إن البلطجية هجموا على مكتب الأستاذ فضل، وإن عددهم بيتراوح بين العشرة والخمستاشر...مش فاكر بالضبط، هل أنا اللي كسرت كل اللي اتكسر ولا استعنت بصديق، ولا خرجت جبت كتيبة شرطة عسكرية من الشارع. بس اللي فاكره حاجة واحدة بس:

هو إني كنت ماسك الولية من شعرها، وهي قاعدة عمالة تقول لي: "يا أستاذ حرام ده أنا زي أختك الكبيرة، أنا محجبة وملتزمة يا أستاذ...كده شعري؟ كده شعري..."

خرجت من المصلحة الحكومية بعاهة مستديمة...وسام بطولة كل الناس حتشوفه لما أطلع أعزف بيانو على المسرح المرة الجاية، علشان ما حدش يفتكر إن البيانو دي آلة سهلة...

Comments

  1. حلوة اوى اوى اوى بس تفتكر الثقافة والعادات السيئة تتغير بسهولة
    العادة والعرف اعتقد انها تنموا فى خلال 30 سنة يبقى معقول جدا انها علشان تتمحى محتاجة 30 سنة كمان

    ReplyDelete
  2. تلاتين سنة يعني شكة دبوس في عرف التاريخ...مش قلقان، الشعب المصري شعب عظيم، وفي النهاية هوه اللي حيكسب كل الغجر دول

    ReplyDelete
  3. قلبك ابيض :))
    مامتى برضه وشها بيحمر كل ماحد يسألها باشتغل ايه ..... بعد تردد تقول : مهندسة ... هى خريجة هندسة :)

    ReplyDelete
  4. اكرم محسن تبريزيJune 11, 2011 at 1:24 PM

    الله الله ياريس بس الموضوع ده بجد ولا دعابه لو بجد تبقي تستاهل ولو دعابه برضه تبقي تستاهل

    ReplyDelete
  5. اكرم محسن تبريزيJune 11, 2011 at 1:24 PM

    اقصد الموظفه طبعا

    ReplyDelete
  6. keda kollena hanigi next concert ya Mohamed :D

    ReplyDelete
  7. الموضوع ده مش بجد يا جماعة...ده فانتازيا على تيمة "ده جيتار ده يا كابتن"؟؟؟

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

سوسن

الفيسبوك - الحلقة الثانية

حكاية حمادة