أنا اليوم قبطي




سوف تنام الليلة ككل ليلة، عليلاً، ضعيفاً، نذلاً، قاتلاً، جباناً...لاتقوى على الانتحار. تستهلك ما تبقى من صحتك العاطلة، تتلذذ بصحة نظريتك: أنا أو الفوضى...سوف يرتاح زبانيتك في زنازينهم الفارهة، ويضحكون ملء قلوبهم، رضاً وسعادة من إندلاع انفلات أمني آخر. شبح الفتنة يشبه المتعة الجنسية لديكم...أليس كذلك يا أقذر المخلوقات؟ زرعتم الألغام لغماً وراء لغم، ليفجرها أعوانكم من خلفكم...الفقر، الجهل، المرض، التطرف، العشوائيات...

سوف تنام الليلة، ولن ننام...سوف نفكر، ونعمل، وسوف تلد مصر اليوم ألف رجل، وألف فكرة، وألف فحل يخصب رحمها الظمئان، بدلاً من أفكاركم العنينة ورجالكم المتحصنين بالمدرعات والأسلحة والعتاد والجنود..سلاحنا صليب وهلال وقلب حر شجاع، يروي أرض مصر، سلاحكم مدافع وبنادق لم تكن يوماً من صنعكم، استوردتموها بأموالنا.

سوف تنام الليلة خسيساً، وننام أبطالاً، سوف تعيش نذلاً، وسوف نموت شهداء...وسوف يكتب التاريخ اسمك مكللاً بالعار، وسوف يكتب اسم كل شهيد بحروف من نور...سوف تقوم مصر طاهرة عظيمة، سوف تغسلها دماء أقباطها ...فكلنا اليوم أقباط، ولست سوى كلب ذليل عند أسيادك وأولياء نعمتك...يتلون جلدك بلون العملة التي تستجديها. ولكننا أقباط لا نتلون، ولا نتبدل، لون بشرتنا هو لون طبيعتها، وسيجري دمنا أنهاراً فداءً لحريتها.

نم عليلاً، ذليلاً، خسيساً، دنيئاً، واستنشق رائحة المستحضرات الطبية الباهظة، والأجهزة المستوردة، بينما نستنشق نحن رائحة ضفاف النيل، ورائحة صباح طاهر تختلط فيه دماء الشهداء بتربة الوطن العظيم، الذي بعته يوماً بأبخس الأثمان.

اقتلني ما شئت فسوف أعيش أبداً

حاربني ما شئت فلن أترك أرضي

أنا اليوم قبطي ولن ينزع الوطن مني مخلوق

Comments

Popular posts from this blog

سوسن

الفيسبوك - الحلقة الثانية

حكاية حمادة