نعمة واخواتها




نعمة واخواتها الصغيرين محمود وسعيد نايمين في عز البرد على رصيف مترو مصر الجديدة ف  وسط الشارع الساعة واحدة بالليل قدام مبنى عسكري مكتوب عليه ممنوع الاقتراب والتصوير، الجيش أصله صارم ورادع ومخيف، بالذات بعد ما بقت حتة الجاتوه في محل الجاتوه بتاع نادي الدفاع الجوي بأربعة جنيه، وكمان أصل الباتون ساليه بتاع دار المشاة أحسن من الباتون ساليه بتاع دار الحرب الالكترونية. المجلس العسكري أصله مسيطر تماماً على مسائل المكرونة والحلويات الشرقية لأن رمضان داخل زي ما حضراتكم عارفين، والشعب المصري يريد البسبوسة قبل الحرية، والكنافة قبل العدالة.
العيال التلاتة بتتكتك من البرد، بس الحمدلله ربنا سترها عليهم ببطانية تحتيهم علشان أسمنت الرصيف بيطلع رصاص بارد ينخر في عضم العيال الطري، والبطانية اللي فوقيهم لقوها في زبالة في مدينة نصر من يومين، حكم الزبالة ف مدينة نصر مليانة خيرات. ده حتى مرة نعمة جابت لاخواتها ريش ضاني كانت فاضلة من محل فرحات الكبابجي، كان يوم عيد، والعيال نامت ليلتها شبعانة آخر شبع.
نعمة عارفة إن المجلس العسكري بيفكر فيها، ومش عايزها تبات على الرصيف علشان كده الرجالة الكبار اللي شعرهم شايب اللي عندهم أحفاد قد نعمة ومحمود وسعيد ما بيناموش الليل علشان يحلوا مشكلتها ومشاكل الشعب كله، مش بس كده، نعمة عارفة ومتأكدة إن نواب مجلس الشعب ما بيقدروش يبلعوا اللقمة في محلات الأكل الغالي اللي بياكلوا فيها، علشان بيفكروا بينهم وبين نفسهم: "يا ترى أكلتي إيه النهاردة يا نعمة؟ يا ترى جاد اللي على أول عباس العقاد رضي يديك ساندوتش فول ببلاش تقسميه مع اخواتك ولا لأ"، نعمة كمان عارفة إن فيه نائب محترم عايز يمنع المواقع الإباحية على الإنترنت علشان لما نعمة يبقى معاها فلوس وتجيب بيت وعفش وكومبيوتر اخواتها الصغيرين ما يتفرجوش على أفلام سيكس، علشان السيكس وحش للنظر وبيسبب أضرار أخلاقية وصحية ومجتمعية واقتصادية، ومنها إضعاف الذاكرة وجعل من يراها شخصية أكثر عرضة للنسيان وتسبب الأرق وقلة النوم وانشغال الفكر بأفكار بعيدة عن الواقع زي ما قال النائب المحترم مخيون، نعمة كمان عارفة إن النائب مخيون أكيد عياله ما بيتفرجوش على افلام سيكس، وأهم حاجة عندهم إنهم يوفروا بطانية لاخوات نعمة الصغيرين محمود وسعيد، مش بس كده، نعمة متأكدة إن البطانية اللي هيه لقيتها من يومين في زبالة مدينة نصر كان راميها لها النائب المحترم مخيون.

المهندس صبري عامر رئيس لجنة النقل والمواصلات اللي بيطالب مجلس الشعب بحجب المواقع الإباحية أكيد هيجوز بنته في دار المشاة والجاتوه هييجي من دار الدفاع، وساعتها نعمة هتروح تقف عند زبالة الدار يمكن تاكل حتة جاتوه أو باتون ساليه من بتوع المجلس العسكري الطيب الحنون، أو يمكن تلاقي حتة لحمة فاضلة من الأكل تحوشها لاخواتها. رئيس لجنة النقل والمواصلات أكيد مهتم بموضوع المواقع الإباحية علشان ماحدش من ولاده أو من اخوات نعمة ينحرف، وعلشان الاخلاق أهم بكتير من المواصلات والمجاري والدوا والأكل والشرب، علشان كده نعمة بتنام وتحلم إن المواقع الإباحية تتحجب النهارده قبل بكره، وأكيد بعد كده على طول الطرق هتبقى أحسن، والمجاري حتسلك، ونعمة هتلاقي حمام نضيف لامؤاخذة يعني في دي الكلمة تتصير فيه (نعمة ما تعرفش كلمة غير دي لقضاء الحاجة، أصلها ما راحتش المدرسة!) صحيح على ذكر المدرسة، نعمة متأكدة إن المدارس هتكتر أول ما يحجبوا المواقع الإباحية، وأكيد أكيد المهندس صبري والنائب مخيون والمشير طنطاوي عاملين حسابهم إن اخوات نعمة لما يصحوا الصبح هيلاقوا مدارس يتعلموا فيها، لأن المشير والمجلس وكل نواب مجلس الشعب المحترمين، ما بيفكروش في الغدا ولا العشا ولا الجاتوه بتاع دار الدفاع الجوي ولا الباتون ساليه بتاع دار المشاة، ولا سفرية ألمانيا، ولا مجوهرات العروسة، ولا الخاتم الألماظ اللي هيتجوز بيه الواد مجدي، ولا طقم الستاير والحلل واطقم السفرة، كل المسئولين دول بيفكروا ف حاجة واحدة، في نعمة، والبرد اللي بينخر في عضم العيال الصغيرة، اللي الباشا نقيب الشرطة هييجي بكره الصبح يسب لهم ميت ملة علشان نايمين في الشارع وبيوسخوا الصورة الحضارية لمصر، بالذات إن مش معاهم بطايق، وماحدش في يوم سألهم إنتوا معاكوا جنسية مصرية ولا لأ، لحسن تطلع نعمة روخرة هيه واخواتها عملا أمريكان، أو جواسيس اسرائيليين، أصل بعد الثورة ماحدش بقى يقدر يضمن أي حاجة. نهايته نعمة مطمنة جداً، ومتأكدة إن بكره هيبقى أحسن.
نعمة بتحب اخواتها، وبتحب مصر، بالذات في الصيف لما الدنيا بتدفي، ومابتحتاجش تدور في الزبالة على بطاطين.
نعمة واخواتها بيضموا صوتهم للمهندس المحترم صبري عامر رئيس لجنة النقل والمواصلات المواصلات اللي عايز يحجب المواقع الإباحية.
http://www3.youm7.com/News.asp?NewsID=623423

Comments

Popular posts from this blog

سوسن

الفيسبوك - الحلقة الثانية

حكاية حمادة