حكاية شعبية

بهية كل يوم تعدي قدام عبفتاح الفتوة في الرايحة والجاية تصبح عليه، وهو يبص عليها من فوق لتحت، وعارف أصلها وفصلها، وعارف اللي ماحدش غيره عارفه عنها. وفي يوم من ذات الأيام دبت عاركة بين العيال حمادة وبديع، الاتنين عينهم منها، والاتنين قفشوا ف بعض ألا لازم يعقدوا عليها، وهي كانت بتسبل للاتنين، ومعشماهم الاتنين...الفتوة وقف في وسط الحارة ولمّ الناس وحكى لهم الحكاية، وقال لهم: دلوقتي بهية في سن الجواز، واللي عنده المكنة هو اللي يتجوزها. حمادة حلو وشاب، وبيحبها، بديع كبير وبكرش ونفسه فيها من سنين طويلة...بديع راح مطلع من جيبه خمسميت جنيه، وقال للفتوة، الشقة عندي، وآدي مهرها يا معلم، وآدي كمان حسنتك...

خلص الموضوع، وبديع راح عند المأذون وعقد على بهية، في حضور الشهود، وراح جابها من بيت أبوها وهمه ماشيين، وهو مش قادر على جمالها، يقرصها، تتلوى قدامه، يعاكسها، تضحك بصوت عالي وتلمّ خلق ربنا، وكل الحارة تتفرج على بديع أبو كرش، وهو واخد بهية الجميلة الصغيرة اللي جمالها يحل من على حبل المشنقة، وهمه داخلين على العمارة كانت الحارة كلها بتبص من الشبابيك، وأول ما دخلوا من باب البيت، راح بديع ماسكها من خصرها النحيل، وعايز يبوسها، وهي تقول له: “يا راجل عيب اختشي، يا راجل ما تصبر يا راجل! يا راجل خلاص أنا بقيت مراتك يا راجل، مش قادر تصبر لما نطلع الشقة!”، وهو مش شايف قدامه ولا حواليه ولا وراه، وتطلع سلمة وتتقصع، وهو يتجنن كمان وكمان..
على ما طلعوا الدور التاني كان بديع إتعمى عن كل حاجة في الدنيا، ومافيش حاجة قدامه غير إنه يمسك حتة المهلبية دي، قبل ما تتزفلط من إيديه، زنقها في الركن لحد ما يفتح باب الشقة، بيدب المفتاح في باب الشقة، لقاه ما بيفتحش، من كتر توتره وانفعاله قعد يدبه يدبه، وما يفتحش لحد ما اتكسر.. ساعتها ما بقاش شايف قدامه، وراح رافع فستان بهية وسالت بنطلونه...
بهية بطرف عينها لمحت إنه كبير في السن، وإن المسائل يعني بعافية حبتين، راحت راقعة بالصوت: “ياخلق هوه، إلحقوني يا خلق هوه، إلحقوني يا ناس.. الراجل اتجنن، عايز يعاشرني عالسلم ابن المجنونة، إلحقني يا معلم عبفتاح...

المعلم عبفتاح كان زي ما يكون قاعد مستني، راح طالع جري وهابش بديع من قفاه، وقاله: “ إنت اتهبلت يا جدع إنت؟ إيه مش مستحمل تدخل الشقة"، راح بديع واخداه الجلالة، ومزعق في عبفتاح الفتوة: “فيه إيه يا معلم، مراتي على سنة الله ورسوله، فيها إيه يعني"، راح عبفتاح راقعه قفا عظيم، وقال له: “مراتك في بيتك، إنما الشارع له حرمة يا جزمة، تعالي ورايا يا بهية"

راحت بهية ورا عبفتاح الفتوة، وبصت لبديع اللي اتجنن، وقعد يصرخ للناس: “دي مراتي يا ناس، على سنة الله ورسوله يا جدعان، وكتاب الله مراتي"...الناس بصت له على إنه مجنون.

الحقيقة بديع ما كانش مجنون، الواد حمادة هو اللي حط نشارة الخشب في خرم المفتاح، علشان كده بديع ما عرفش يفتح الشقة، وعبفتاح الفتوة كان شايف الواد حمادة وهو بيعمل كده، وسايبه، علشان عارف إن بديع حمار وأهبل، وبهية كمان هتهبله أكتر وأكتر، ومش هيقدر يستحمل يستنى لحد ما يغير الكالون.

عبفتاح كان متجوز بهية عرفي في السر، ودلوقتي بهية عايزة حمادة، وحمادة عايز بهية، بس ماحدش عارف إذا كان حيقدر على مهرها ولا حترجع تاني لعبفتاح مراته في السر...

بس الأكيد الأكيد إن بهية راحت من بديع، وهو حالف ليولع في الحارة كلها لو بهية ما رجعتلوش...

بس زي ما قال صاحبي الكمسري العبقري: “اللي راح ما بيرجعش"

Comments

Popular posts from this blog

سوسن

الفيسبوك - الحلقة الثانية

حكاية حمادة