عذوبة الفاشية



بهدوء وتركيز تتسرب الفاشية إلى أرواحنا ما أعذبها!

كم كنا نكره ذلك الضمير على أية حال... دعه يحترق الآن، لا مكان لصوته المزعج، دعنا الآن نغني سوياً أغاني الحرب، ونرقص رقصات الحرب.. كم مجنونة هي، وكم مبهرةتلك الحرب، التي تنزع عن الأشياء أشباه الألوان، وتلوّن الحياة بألوانها الحقيقيةلكم أصبحت الأشياء أجمل وأنقى، كم أصبح الأطفال أهدأ وأحن علينا مما مضى، كم أصبحت أجساد نسائنا أطرى وأنعم...

دعنا نمارس متعة القتل، ونستمتع بالعنف وجمال اللون الأحمر، دعنا نستعذب صوت القتلى بينما تخترق رماحنا  قلوبهم...ما أجمل القتل حينما يكون تحت شعار الرب....

شرعية الرب أو وكيله، أو شرعية الأرض، أو شرعية الشعب، أو شرعية الوطن.. ما الفارق؟!

سنموت عاجلاً أو آجلاً.. لكن الموت بهدف ومن أجل قضية أمر أرقى وأسمى

Vasilii Verishagin 1842-1904 (apotheosis of war)
 هيا بنا نموت يا صديقي، نحتضن بعضنا البعض، ويصوب كلانا مسدسه نحو رأس الآخر، فتموت من أجل ربك، وأموت من أجل ربي..ونموت دفاعاً عن قضيتنا العادلة، فنلتقي هناك في المكان الذي يؤمن كلانا أنه يجمع دون تمييز، دون حرب أو صراع، دون صخب أو جلبة..فماذا عسانا ننتظر من هذه الدنيا، كلانا فقراء، لا نملك قوت اليوم ورغيف الأطفال... والآخرة خير من الأولى كما أوصانا العجائز...

نعد حتى ثلاثة، ونضغط الزناد

اتفقنا؟

١...٢...٣

....

Comments

Popular posts from this blog

سوسن

الفيسبوك - الحلقة الثانية

حكاية حمادة