التعافي من مخدر الفيسبوك
تتناقص نسبة وجود المخدر في دمك، يشح وجوده في جسدك، وتتسرب إلى عقلك حقيقة أنه في طريقه للاختفاء.. ينفض المولد في لحظة خائنة، في عز العنفوان والعربدة والصخب والجلبة، حيث تقف على آخر المستجدات في كل لحظة، وتتابع كل “ تريند ” ، وتناقش وتناطح وتعاتب وتحب وتكره وتضحك وتبكي في ظل سعادة افتراضية، تضخ في عروقك دائما نسبة من الأدرينالين، الذي يختفي مع اختفاء موقع التواصل الاجتماعي الأكبر في التاريخ “ فيسبوك ” . مع مرور اليوم الثاني بلا “ فيسبوك ” ، تواجه حقيقة أنك أنت.. ولست الآخر الذي تريد أن تكون، أو لست الآخرين الذين تتمنى أن تكون، ممن ترسمهم في مخيلتك على الموقع الافتراضي، وتتلقى في التو واللحظة ردود فعل من عشرات، ربما مئات المعجبين، أو الغاضبين، أو الحزانى كما تتيح اختيارات الإعجاب. وتظل تتحرك بين منشور صعد لأعلى، وآخر لم يهتم به أحد، بين فكرة لامعة راودتك، وأخرى عادية، لم “ تلمّس ” مع الجماهير.. ومن هم الجماهير؟ إنهم دوائرك القريبة، فالأبعد فالأبعد.. دوائر تتقاطع، وتتبادل الأفكار، و ” المشاعر ” ، والمعايدات.. لقد قضيت على الفيسبوك زهاء 12 عاما، ولا أندم على لحظة م...