أمريكا
كنت في غاية السعادة حينما وصلني خطاب جامعة كونيتيكت من أمريكا، ومع أني أنهيت دراستي في روسيا الاتحادية ( الاتحاد السوڤييتي السابق العظيم ) ، إلا أنني تصورت أن قليلاً من " الحرية " يلزمني حتى أتعرف على العالم من شتى جوانبه . كتبوا لي أنهم قبلوني، وأن مرتبي كمعيد في الجامعة سوف يكون كذا، وأن صندوق المراسلات الخاص بالمعيدين موجود بالطابق الفلاني، ونصحوني بمحاولة الإسراع بالوقوف في طابور الحصول على السكن الجامعي، لأن الزحام عادة ما يكون شديداً، وتفاصيل أخرى لا أذكرها . كانت كلها تفاصيل بعيدة، ولوهلة أحسست، وكأن التفاصيل لم تكن لي، للطلبة والمعيدين القادمين من دول أخرى . كانت تلك المراسلات الصيفية تتم من خلال صديقي الحميم فيليب الأمريكي، ويرسلها لي كلما تجمعت . وفي أحد المراسلات طلبوا مني الإسراع بالحضور، لأن إجتماعات المعيدين والطلبة الأجانب على وشك أن تبدأ . وهكذا كنت على أول طائرة في طريقي إلى نيويورك، ومنها بالقطار إلى نيوهيڤين التي يقطن بها صديقي فيليب، ومعي حقيبة سفر واحدة كبيرة، بها أمتعتي التي يمكن أن تكفيني لسنة دراسية . استقبلني الصديق، وبدأنا في...